بين أوردوغان ، تميم وماكارون .. إنهم يستحمروننا…

الوطن 24/ بقلم: سليمان الهواري
عنما يقول أوردوغان.. إلا رسول الله..
_ تميم أمير قطر… صاحب قناة الجزيرة أول من ادخلت قيادات الصهاينة لكل البيوت العربية ، ممهدة للتطبيع العلني الذي نرى مراحله السريعة والمستفزة هذه الأيام …
حجم استثمارات قطر في فرنسا.. 250 مليار دولار.. حجم مالي مهول لو هددت قطر بسحبه او بالضغط من خلاله على باريس، كنا سنرى ماكارون جاثيا على ركبتيه يلعق حذاء العرب ولن يتجرأ على ما يقوم به من استفزازات تخدم مشروعه الرئاسي.. لكن قطر لن تفعلها واحتضانها لجماعة الإخوان وطالبان وتمويلها صفقات تركيا وحربها في سوريا وليبيا والصومال وووو ناكورني كاراباخ.. كلها في شبكة واحدة تدير قيادة غرفتها العامة أمريكا واسرائيل..
_ اوردوغان الذي قال ان الرئيس الفرنسي يحتاج مصحة عقلية… صحيح أن الرجل غير سوي لكنه يستند إلى قوة المال الخارق وإلى لوبي صهيوني يعمل على إلغاء ثوابت الجمهورية الفرنسية وقيم العلمانية تحت مبرر خطر الإرهاب الإسلامي… لكننا نعرف أن مشكل اوردوغان مع ماكارون وفرنسا لا علاقة له بالدين ولا بالصور المسيئة للرسول عليه السلام… المشكل بينهما في أرمينا وصراعها مع أذربيجان التي تدعمها تركيا بكل شيء من السياسة إلى السلاح إلى خزان الإرهابيين الذن تنقلهم كالمتاع من إدلب السورية إلى ليبيا إلى ناكورني كاراباخ .. الموقف الأوروبي عموما مع أرمينيا بدافع التاريخ والمصالح والدين أيضا.. وهنا نستحضر المناوشات الأخيرة بين تركيا وفرنسا في الصومال.. وبين تركيا وفرنسا في موضوع النفط في مياه قبرص واليونان.. اذن توظيف موضوع الدين والانتصار للرسول الكريم هو من باب الشحن العاطفي فقط وتجييش النفس الديني ضد فرنسا بينما الموضوع الحقيقي يوجد في ممرات الغاز في أرمينا وٱبار النفط في بحر الصومال وشرق المتوسط وفي ليبيا..
_ أما ماكارون فهو يمثل دولة فرنسا المتطرفة علمانيا في موضوع الرموز الدينية … فرنسا التي أطاحت بالكنيسة كليا في ثورتها… عدالة حرية مساواة… وعلمانية… لن تقبل بأي دين مهما كان… وإذا استحضرنا أجواء التشنج العام ضد موجات الإرهاب التي استهدفت الفرنسيين من طرف متشددين اسلاميين ينتمون للجهاديين بشكل عام، قاعدة وداعشا وغيرها… لا يهم كيف وظفتهم فرنسا في مشروعها الاستعماري والإستيلاء على مناطق نفوذ وثروات في سوريا وليبيا والجزائر أيام العشرية السوداء وإفريقيا جنوب الصحراء… لكن باريس داخل جغرافيتها ولا الشعب الفرنسي الحساس ضد تدخل الدين في السياسة، هو يرى أنه من صميم الحرية أن يكتب وأن يرسم وأن يعبر كما يريد وعمن يريد.. خاصة والمعنيون فرنسيون جنسية وواجبات ومسؤوليات، والكل يخضع للقانون الفرنسي، بمعنى أن شارلي إيبدو كنموذج التي نشرت مرات كثيرة رسوما تسخر من ولادة السيد المسيح عليه السلام دون أي رد فعل عنيف من الشعب الفرنسي المسيحي في غالبيته، ولا رأينا مسيحيا فرنسيا خرج شاهرا سيفه وسلاحه في باريس ينتقم للنبي عيسى ممن يعتقد أنهم أهانوه على الصحف والمجلات.. هذا يستحيل.. فكيف يقبل الفرنسيون بمهاجر أجنبي قادم من مجاهل التاريخ لاجئا لعدالة فرنسا، أن يتصرف بهذا الشكل الهمجي حقا حين يدبح معلما فرنسيا من الوريد إلى الوريد، بما يؤشر لحرب دينية داخل الجمهورية العلمانية.. هل تقبل فرنسا بهذا وكل توابل التطرف موجودة بما كسبت السياسة الفرنسية لعقود طويلة اتجاه المهاجرين.. وإذا استحضرنا التوجه اليميني العام في أوروبا وقرب الانتخابات الفرنسية، نفهم لماذا اللعب بورقة الاسلام والمهاجرين والمساجد..
من يتذكر رسومات الدانمارك المسيئة للرسول والمسيرات المنددة في كل العواصم ومنها الرباط.. هل توقفت الرسومات وهل توقفت شارلي ايبدو ومثيلاتها.. لاشيء تغير..
إنه الاستثمار الذكي في انفعالاتنا الغبية فقط والاستغلال الذكي لانجرافنا العاطفي وراء كل صيحة في سلسلة متكررة ولا متناهية من اللامعنى.. نعم إلا رسول الله.. في سلوكنا وفي استقلالنا وفي انضباطنا وفي استقامتنا وفي عملنا وفي إخلاصنا وفي رحمتنا وفي تسامحنا وفي تشارك ثرواتنا وفي عدالتنا وفي وفي وفي.. هي هذه إلا رسول الله..
