تتويج دولي مرموق للأستاذ عبد اللطيف بنشريفة في مؤتمر الجغرافيا بألمانيا.

الوطن24 / خاص
في إنجاز أكاديمي جديد يعزز إشعاع الجامعة المغربية على الساحة العلمية الدولية، أعلنت لجنة إدارة مؤسسة فريتيوف فوس منح الجائزة الدولية للجغرافيا بألمانيا لسنة 2025 (Internationaler Wissenschaftspreis der deutschen Geographie) للأستاذ عبد اللطيف بنشريفة، العميد الفخري لكلية العلوم الاجتماعية، ومدير مركز السياسات العمومية بالجامعة الدولية بالرباط. وستُقام مراسم تسليم الجائزة يوم 24 أكتوبر 2025 بجامعة هومبولت في برلين، وذلك في إطار فعاليات المؤتمر الألماني للجغرافيا (Deutscher Geographentag).
تُعد هذه الجائزة من أرفع الجوائز العالمية في مجال الجغرافيا التطبيقية، وقد أُحدثت سنة 2000 لتكريم المساهمات العلمية الاستثنائية ذات التأثير الدولي في هذا المجال، والاحتفاء بالتميز والابتكار في الدراسات الجغرافية. تُمنح الجائزة كل أربع سنوات من قبل لجنة تحكيم علمية دولية مرموقة، ويتم الإعلان عنها خلال فعاليات المؤتمر الألماني للجغرافيا، أحد أبرز التظاهرات العلمية في أوروبا.
ويأتي هذا التتويج اعترافًا بمسار الأستاذ عبد اللطيف بنشريفة، الذي يُعد من أبرز الأسماء العلمية في مجال الجغرافيا الثقافية والتنمية القروية والهجرة وحكامة المجالات الترابية. ويغطي عمله الأكاديمي مناطق متعددة من المغرب، خاصة المجالات القروية، والواحات، والجبال، والرعي، كما اشتغل على قضايا المفاهيم الفلسفية في السياق الجغرافي، مما جعل منه مرجعًا دوليًا في الجغرافيا التطبيقية.
كما راكم الأستاذ بنشريفة تجربة متميزة في الإدارة الجامعية والسياسات العمومية والإدارة الترابية العليا، وهي كلها مجالات تلتقي مع المعايير الأساسية للجائزة، التي تحتفي بجغرافيين يجمعون بين البحث الأكاديمي والممارسة التطبيقية. وقد نشر أو أشرف على تأليف سبعة كتب، ونشر ما يقارب خمسين مقالاً علميًا بلغات متعددة، منها الفرنسية، والعربية، والإنجليزية، والألمانية، والإسبانية.
يحمل الأستاذ بنشريفة إجازة في الجغرافيا (1973)، ودبلوم الدراسات العليا في الجغرافيا الاجتماعية (جامعة محمد الخامس، 1978)، ودكتوراه الدولة من جامعة كلارك الأمريكية (1986). شغل مناصب أكاديمية عليا، منها أستاذ كرسي للجغرافيا الريفية، ونائب عميد كلية الآداب بالرباط، ثم نائب رئيس جامعة الأخوين بإفران (1994–2002).
كما عُين رئيسًا لجامعة مولاي إسماعيل بمكناس (2002–2005) بظهير ملكي، قبل أن يشغل مناصب سامية في وزارة الداخلية، منها والي جهة الغرب-شراردة-بني حسن، ومدير الولاة، ثم والي مدير عام الجماعات المحلية (2014). ومنذ 2017، عاد إلى الحقل الأكاديمي مستشارًا لرئيس الجامعة الدولية بالرباط، وعميدًا لكلية العلوم الاجتماعية.
الأستاذ بنشريفة هو زميل لمؤسسة ألكسندر فون هومبولت الألمانية، وأستاذ زائر سابق بجامعة كاليفورنيا – بيركلي، كما ترأس جمعية الجبال الإفريقية في بداية التسعينيات، وكان عضوًا بعدة هيئات علمية دولية. وطنياً، كان عضواً بمجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ومنسقًا في لجنة تقرير الخمسينية، وعضواً في لجنة الجهوية المتقدمة (2010–2011).
هذا التتويج العلمي الرفيع لا يُمثل فقط تكريمًا لمسار شخصي لامع، بل يُعد أيضًا شهادة اعتراف دولية بمستوى البحث الجغرافي في المغرب، ويجسد المكانة التي بات يحتلها الكفاءات المغربية في المشهد الأكاديمي العالمي.