حرب المصالح تشتعل في وزارة التعليم بالمغرب: صراع نفوذ أم تصفية حسابات؟

الوطن24/ خاص
تشهد وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في المغرب صراعًا داخليًا محتدمًا، يكشف عن معركة خفية تدور بين أقطاب متنافسة داخل القطاع. فبينما يسعى الوزير التجمعي محمد برادة إلى إرساء نظام جديد في تدبير الوزارة، يجد كاتبه العام، يونس السحيمي، نفسه في قلب حرب نقابية وإدارية تُدار بالوكالة لصالح جهات كانت مستفيدة من الوضع السابق.
صراع المصالح داخل وزارة التعليم في المغرب
بحسب مصادر مطلعة، فإن الوزير برادة، الذي فوّض صلاحيات واسعة لكاتبه العام، أغضب شبكات نافذة كانت تسيطر على صفقات الوزارة وتعييناتها في المغرب. هذه الشبكات تضم بعض المديرين الإقليميين وأصحاب مقاولات، الذين اعتادوا الاستفادة من التدبير السابق، وهو ما جعلهم يسعون اليوم إلى عرقلة أي تغيير قد يهدد مصالحهم.
في هذا السياق، وجد السحيمي نفسه مستهدفًا بحملات قوية، على عكس سلفه الذي نسج تحالفات واسعة داخل الوزارة مكّنته من الاستمرار لفترة طويلة، رغم الانتقادات التي لاحقته. ورغم هذه الضغوط، اختار الوزير برادة تعزيز موقع السحيمي داخل الوزارة عبر منحه المزيد من الاختصاصات، في خطوة يُنظر إليها على أنها تأكيد للثقة في الرجل الثاني داخل وزارة التعليم في المغرب.
دعم نقابي وتحديات مستمرة
اللافت في هذا الصراع هو خروج أربع نقابات تعليمية دفعة واحدة لدعم الكاتب العام، مشيدة بأجواء الحوار الاجتماعي التي طغت على الاجتماعات الأخيرة المتعلقة بتفعيل مضامين اتفاقي 10 و26 دجنبر 2023 والنظام الأساسي الجديد. وأكدت هذه النقابات أن السحيمي لم يُقصِ أي طرف، بل أظهر التزامًا بتنفيذ الاتفاقات الموقعة، رغم محاولات البعض تعطيلها من خلال إثارة الصراعات السياسية.
إلا أن هذا الدعم النقابي لم يكن كافيًا لكبح موجة الانتقادات، حيث يواجه الكاتب العام اتهامات بالدفاع عن بعض الأسماء التي فشلت سابقًا في تدبير الأكاديميات الجهوية في المغرب، وإعادة تعيينها رغم سجلها السلبي. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها انتكاسة في مسار الإصلاح، حيث تعيد إنتاج نفس الأخطاء التي ارتكبها وزراء التعليم السابقون، والتي أدت إلى تراجع القطاع وفشله في تحقيق تطلعات المغاربة.
مستقبل الإصلاحات التعليمية في المغرب على المحك
في ظل هذا المشهد المشحون، يبقى التساؤل مطروحًا: هل سيتمكن الوزير وكاتبه العام من تجاوز هذه العواصف والمضي قدمًا في الإصلاحات الموعودة؟ أم أن قوى المصالح القديمة ستنجح في الإطاحة بأي محاولة للتغيير؟
ما هو مؤكد حتى الآن، هو أن وزارة التربية الوطنية في المغرب تعيش على إيقاع تجاذبات قوية، تعكس الصراع الدائر بين الرغبة في التغيير من جهة، وقوة المصالح المتجذرة من جهة أخرى، وهو ما يجعل مستقبل الإصلاحات في القطاع مفتوحًا على جميع الاحتمالات.