شفيق السحيمي… الغائب الحاضر في دراما المغرب.

الوطن24/خاص

يعد شفيق السحيمي من أبرز الأسماء التي صنعت مجد الدراما المغربية، ليس فقط بأعماله الفنية الراقية، ولكن أيضًا بمواقفه الجريئة التي جعلته عرضة للضغوط والمضايقات، ما أدى في النهاية إلى غيابه عن الساحة الفنية واستقراره في فرنسا.

وُلد السحيمي سنة 1948 بالدار البيضاء، وبرز كممثل، مخرج، كاتب سيناريو، ومقتبس للأعمال العالمية. كان دائم البحث عن قصص تحمل عمقًا فكريًا واجتماعيًا، فقدم للجمهور المغربي مسلسلات مقتبسة من روائع الأدب العالمي، مثل العين والمطفية، المستوحى من رواية L’eau des collines للفرنسي مارسيل بانيول، ووجع التراب، المقتبس عن الأرض لإميل زولا. كما اقتبس صيف بلعمان وتريكة البطاش من الإخوة كارامازوف لدوستويفسكي، ثم شوك السدرة، الذي استلهمه من البؤساء لفيكتور هوغو.

لكن أعماله لم تتوقف عند الشاشة الصغيرة، فقد أبدع أيضًا في المسرح، حيث قدم للجمهور المغربي مسرحيات متميزة مثل عوم فبحرك، المنزه، الشرادي، والوجه والقفا، التي حملت بين طياتها رسائل اجتماعية وسياسية قوية.

رغم هذا العطاء، غاب السحيمي عن المشهد الفني في المغرب منذ سنوات، ما يطرح تساؤلات حول أسباب هذا الاختفاء. لم يكن غيابه نتيجة تراجع في الإبداع، بل بسبب مواقفه الصريحة تجاه الفساد المستشري في قطاع الإعلام، خاصة داخل القناتين الأولى والثانية. لم يتردد في انتقاد سياسات الإنتاج والتهميش الذي يطال الأعمال الجادة، فوجد نفسه محاصرًا، ما دفعه إلى مغادرة المغرب نحو فرنسا، حيث واصل نشاطه الفني بعيدًا عن وطنه.

ورغم هذا الغياب، لا يزال الجمهور المغربي يتذكر أعماله بشغف، متسائلًا: هل سيعود السحيمي يومًا ليُمتع عشاق الدراما الهادفة كما فعل في الماضي؟ أم أن تهميش المبدعين سيظل حاجزًا أمام أي عودة محتملة؟ في انتظار الإجابة، يبقى اسمه حاضرًا في ذاكرة الدراما المغربية، رغم غيابه عن شاشاتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *