قرار تاريخي للأمم المتحدة يدعم الحكم الذاتي المغربي ويحرج الجزائر في ملف الصحراء.

في تطور لافت يعكس تغيراً في موازين القوى حول نزاع الصحراء الغربية، أقر مجلس الأمن الدولي قراراً يحمل الرقم 2756 لعام 2024، مُرحباً بمقترح الحكم الذاتي المغربي الذي تم وصفه بالجاد وذو المصداقية. هذا القرار ليس مجرد نص عابر، بل هو إشعار قوي بأن المجتمع الدولي يتجه نحو تعزيز الاستقرار في المنطقة ويؤكد على التزامه بالحلول السياسية.

لطالما كانت قضية الصحراء محور جدل سياسي وصراع طويل الأمد، ولكن القرار الأخير يعكس تغيراً جذرياً في النظرة الدولية تجاه مقترح المغرب. ترحيب المجلس الدولي بهذا المقترح يعني أن المغرب بدأ يحصد ثمار جهوده الدؤوبة والمستمرة لدفع عملية السلام. فهل نكون أمام بداية النهاية للصراع؟

إحدى النقاط المثيرة للاهتمام في القرار هي الدعوة لإجراء إحصاء للساكنة في مخيمات تندوف. هذا الطلب ليس مجرد إجراء إداري، بل هو مفتاح لفهم واقع اللاجئين وضمان حقوقهم. إن إحصاء اللاجئين سيعزز من الشفافية ويعطيهم صوتاً في المفاوضات، وهو ما يعتبر خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة.

لكن ما يزيد الأمور إثارة هو دعوة الجزائر للمشاركة في جهود حل النزاع. هذه الدعوة تشير إلى رغبة المجتمع الدولي في تعزيز التعاون بين الدول المغاربية، رغم محاولات الجزائر السابقة التهرب من مسؤولياتها كطرف في النزاع. هل ستستجيب الجزائر لهذه الدعوة؟ وهل سيؤدي ذلك إلى تعزيز العلاقات الإقليمية؟

وبالنظر إلى التاريخ، يؤكد القرار على أهمية تنفيذ القرارات التي صدرت منذ عام 2007، مما يعكس التزاماً دولياً ثابتاً نحو تحقيق السلام والاستقرار. هذا الالتزام يعتبر بمثابة تحذير للأطراف المعنية بأن المجتمع الدولي لن يتسامح مع أي عرقلة لجهود السلام.

في خطوة أخرى تعكس التحول في الموقف الدولي، رحب القرار بالجهود المغربية في مجال حقوق الإنسان في الصحراء. هذا الاعتراف يعتبر علامة فارقة ويعزز من موقف المغرب على الساحة الدولية، مما قد يفتح له أبواباً جديدة في التعاون الدولي والاستثمار.

يمثل قرار مجلس الأمن 2756 لعام 2024 تحولاً جذرياً في مسار قضية الصحراء، إذ يبعث برسالة واضحة مفادها أن الحلول السياسية القائمة على الحوار والتعاون هي الطريق الوحيد نحو السلام. مع دعوات التعاون والتشجيع على الحوار، يبدو أن المنطقة تسير نحو فجر جديد، حيث قد تكتمل معالم الاستقرار والتنمية. هل نحن أمام مرحلة جديدة من السلام، أم أن التحديات ستظل قائمة؟ الوقت كفيل بالإجابة.