كرة القدم المغربية في مهب الريح.. فوزي لقجع بين الاتهامات الشعبية وسقوط الهيبة الإفريقية

الوطن24 / خاص
تعيش الكرة المغربية واحدة من أكثر فتراتها توتراً وإثارة للجدل، في ظل تصاعد الانتقادات التي تطال رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، من داخل المغرب وخارجه، ومن مختلف الشرائح الجماهيرية والمهتمين بالشأن الرياضي.
الشرارة انطلقت من داخل أكاديمية “نهضة لقجع”، بعد تفجّر فضيحة تحرش جنسي، خلفت صدمة عميقة داخل الأوساط التربوية والرياضية، وفتحت باباً واسعاً للتساؤلات حول ظروف التسيير والمراقبة داخل المؤسسات التابعة للجامعة.
وفي مشهد غير مسبوق، قررت الجماهير البيضاوية مقاطعة ديربي البيضاء، احتجاجاً على ما وصفوه بـ”العبث” في تسيير الشأن الكروي، وغياب الشفافية والقرارات العشوائية، حيث تحوّلت مدرجات الملاعب إلى فضاءات احتجاجية تعبّر عن فقدان الثقة في المشرفين على اللعبة.
الأمر لا يقف عند هذا الحد. مشروع ملعب طنجة، الذي كان يفترض أن يكون مفخرة وطنية، دخل نفق التأجيل والتعثر، رغم المبالغ المالية الضخمة التي رُصدت له. هذا التأخر يثير تساؤلات كبرى حول نجاعة التخطيط وحسن التدبير، في وقت تستعد فيه المملكة لاحتضان تظاهرات كروية عالمية.
لكن الضربة التي اعتبرها كثيرون “القشة التي قصمت ظهر البعير”، جاءت من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، حين قرر فجأة تغيير توقيت مباراة نصف النهائي بين المغرب ومالي إلى الساعة الثالثة زوالاً، وهو توقيت غير معتاد وغير ملائم، طرح أكثر من علامة استفهام حول خلفيات القرار، ودور لقجع داخل أروقة الكاف.
الشارع المغربي، وخاصة على منصات التواصل الاجتماعي، يرى في هذا القرار إهانة للكرة الوطنية، ودليلاً واضحاً على تراجع تأثير فوزي لقجع داخل الاتحاد الإفريقي، الذي يبدو –حسب المراقبين– أنه بدأ يهمّش دول شمال أفريقيا لصالح بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
ويطرح الكثيرون السؤال الكبير: هل ما زال فوزي لقجع يمثل فعلاً مصالح الكرة المغربية؟ أم أن الوقت قد حان لتجديد الوجوه وضخ دماء جديدة قادرة على إعادة الهيبة والإشعاع للرياضة الوطنية قارياً ودولياً؟
المقال مستوحى من آراء وتدوينات عدد من النشطاء والمدونين المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك، الذين عبّروا عن رفضهم لما آلت إليه أوضاع الكرة المغربية، وطالبوا بمحاسبة كل من ساهم في هذا التراجع الخطير.