من الرباط إلى أبوجا.. المغرب يرسم ملامح إفريقيا الجديدة عبر المنتدى الإفريقي للمستثمرين السياديين.

الوطن24/ الرباط
في خطوة جديدة تعكس الدينامية المتسارعة نحو إفريقيا موحدة ومزدهرة، تحتضن العاصمة النيجيرية أبوجا الاجتماع السنوي الرابع للمنتدى الإفريقي للمستثمرين السياديين (Africa Sovereign Investors Forum – ASIF) خلال الفترة من 15 إلى 17 يونيو الجاري، تحت شعار بالغ الدلالة: “تعبئة رؤوس الأموال العالمية من أجل تنمية تُحدث تحولا في إفريقيا”.
ويأتي هذا المنتدى، الذي بات أحد أبرز التظاهرات الاقتصادية على مستوى القارة، بعد نسخ ناجحة بكل من رواندا سنة 2023، وموريشيوس سنة 2024. ويتناوب على تنظيمه أعضاء المنتدى سنويا، ضمن رؤية استراتيجية تروم تعزيز التكامل المالي والتنموي بين الدول الإفريقية، وترسيخ حضورها كفاعل موحد في السوق العالمية لرؤوس الأموال.
لكن ما لا يغيب عن المراقبين هو أن هذا المشروع القاري الطموح انطلق فعليا من المغرب، وتحديدا من الرباط سنة 2022، حيث أعطيت انطلاقته الرسمية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. ومنذ ذلك الحين، أصبح المنتدى منصة مرجعية تجمع كبار المستثمرين السياديين بإفريقيا، ملتزمين بمشروع “RISE Africa” الذي يرمز إلى إفريقيا قادرة على الصمود، مندمجة، مستدامة ومتحررة.
ويعكس شعار دورة أبوجا هذه السنة وعيا إفريقيا متزايدا بأهمية الشراكات الاستراتيجية مع رؤوس الأموال العالمية، ليس فقط لضخ التمويل في مشاريع البنية التحتية والتحول الرقمي والطاقة الخضراء، ولكن أيضا لبناء نموذج تنموي إفريقي مستقل قادر على الصمود أمام الأزمات، ومتجذر في أولويات شعوبه.
ويضم المنتدى اليوم صناديق سيادية كبرى من مختلف الدول الإفريقية، تسعى إلى تنسيق الجهود، وتبادل الخبرات، واستقطاب الاستثمار طويل الأمد لصالح القارة، في سياق عالمي يشهد تحولا في موازين القوى الاقتصادية. وفي هذا السياق، يواصل المغرب لعب دور القاطرة، سواء من خلال دوره التأسيسي داخل المنتدى، أو عبر مؤسساته الاستثمارية الرائدة، التي جعلت من الشراكة الإفريقية إحدى ركائز عملها الاستراتيجي.
المنتدى الإفريقي للمستثمرين السياديين لم يعد فقط موعدا سنويا، بل أصبح تجسيدا لإرادة إفريقية جديدة، ترى في التكامل الإقليمي والمبادرات الاقتصادية المشتركة مفتاحا لبناء مستقبل مشترك أكثر إشراقا. ومن الرباط إلى أبوجا، تتواصل الرحلة نحو إفريقيا الغد.