هل ثمة علاقة بين البطالة والإرهاب..؟

الوطن 24/ بقلم: الكاتبُ الصحفي محمد جمال المغربي
يتبنى بعض المحللين الغربيين فكرة مفادها: أن البطالة والإرهاب وجهان لعملة واحدة, وأن البطالة هى السبب وراء إلتحاق(الشباب المسلم) بالتنظيمات الإرهابية, إلا أنى أرى فى هذا المنهج إجحافٌ للحقيقة, فليست البطالة سببًا كافيًا لتحول العاطل فجأة إلى إرهابى بشكل مسرحى, بحجة أن البطالة تعطى العاطل إحساسًا بالدونية, ومن ثم يصبح حانقًا على المجتمع ويكرهه, و الكراهية هى بداية دخوله حلبة التطرف والإرهاب, حيث يغذى هذا الشعور عنده مدربون أكفاء من فقهاء الإرهاب يستطيعون إقناع العاطل بأن الجريمة الإرهابية هى مهمة ينفذها ليحظى بالجنة الخالدة, ويتخلى عن الدنيا الفانية… نعم قد يحدث هذا الفرض..!! لكنها ليست نظرية ثابتة, فالعاطل قد يكره.. قد يحقد.. بل قد يصبح سارقًا, أو معتديًا, أو مهربًا, لكن ليس بالضروة أن يصبح إرهابيًا, لأن هناك تباينَا واضحَا بينهما, فالسارق مثلًا شخص يرغب فى الحياة وملذاتها, بل ويحبها ولا يريد الموت, ويسرق لكى يحظى بعيشة ميسورة, أما الإرهابى فهو شخص ممنهج لا تعنيه الدنيا بكل ملذاتها بل يسعى لهدف أسمى وهو البقاء فى جنة الخلد, طبقا للعاطفة المزروعة فى عقله من قبل جهات ومنظمات تثير عاطفته لتحقيق مصالحها و أهدافها الخاصة, وهناك طرق ومغريات متعددة لجذب الشباب العاطل عن طريق المال, أو عن طريق الخطاب الدينى لديه بالوعود بالجنة والظفر بالحور العين, كل ذلك يحدث بمخطط مدروس بعناية بتعويد الشباب العاطل على التفكير بطريقة غير تقليدية, بل بطريقة غير منطقية( أحادية الجانب) والغلو فى تكرار الشئ مرات متعددة حتى تصبح قناعته فى عقله اللاوعى أن هذا الفكر هو الصحيح, وأن تنفيذ مهمته بالقتل مثلًا هو وسيلته للحاق بالجنة, والتخلص من آلام الحياة ومشاكلها.
إذًا لابد للدول والحكومات العربية والإسلامية من مواجهة شبح البطالة, والسعى لصرفه من المجتمع بتطبيق الحلول العملية, حتى تحافظ على الأمن والسلم المجتمعى, والوقاية من الأمراض الإجتماعية مثل الحقد والكراهية والإحباط, وتوغل روح اليأس إلى قلوب الشباب المسلمين لأنهم عمود خيمة ديننا الحنيف.