وطن ينضح بما فيه

الوطن24/ بقلم:  ياسمينة الواشيري

عندما نتحدث  عن خراب وطن وعقولنا ينخرها هذا الأخير ويدمر خلاياها، لنصبح أشخاصا تعيش بلا منطق ولا رحمة ولا إنسانية، فأي إصلاح هذا الذي نطالب به ونحن الأولى بإصلاح أنفسنا قبل كل شيء؟

إن مجتمعنا أصبح يعيش حالة من الفوضى بأفراده الذين أضحوا يستمتعون بالفضائح، ويشمتون في بعضهم البعض فقد تعدى إلحاق الأذى بالغير حدوده إلى الترويج لفضحه والمساهمة في الإساءة إليه، وكأن رؤية بعضنا البعض ونحن في أسوء حالاتنا تشفي الغليل، فما أغرب ذلك الشعور لقلوب مريضة تطبعها الكراهية والغل والحقد، والأفظع من ذلك أننا نجد هؤلاء يظهرون في الواجهة، على أنهم في قمة الأخلاق والعفة والنبل إنه فعلا زمن التناقضات والجنون.

عندما ننتفض غضبا لنطالب بإحقاق الحقوق واحترام الحريات، وعدم التشهير والقذف والنهش في أعراض الناس، لابد أن نقف وقفة تأمل إزاء علاقاتنا الاجتماعية والتي أصبحت تتخبط في الحقارة والنذالة وقلة الاحترام والأخلاق الدنيئة، فماذا ننتظر من وطن أفراده يتصارعون لرؤية غيرهم في أسوء حالاته ؟

عندما نندد بما يحدث مطالبين بإيجاد حل لقضايا مجتمعنا الكبيرة، والتي تؤرق بالنا وتجعلنا نعيش في حالة من القلق الدائم لابد لنا من التخلص من فوضى أفكارنا، وعشوائية تصرفاتنا وانعدام قيم الإنسانية في سلوكياتنا.

عندما نعلن تضامننا مع قضية ما كيفما كان نوعها، وبالأخص القضايا التي نزعم أنه يتم فيها انتهاك الحريات  لابد من احترام خصوصيات بعضنا البعض، أولا لنرى بعدها إن كنا مؤهلين لمحاسبة القانون ودولته ومسيريه، عندها سنكون قادرين على إيجاد حلول لقضايا مجتمعنا الكبيرة ولمشاكله وكوارثه وللقذارة التي يسبح فيها .

إن كل ما نراه أمامنا من سخافة وتفاهة ما هو الا نتاج للتربية والأخلاق الفاسدة، فكل ما يحدث ما هو إلا مخلفات لضياع مجتمع، أصبح كل شيء فيه جائزا مجتمع أضحى مبعثرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.فما جدوى علم من دون وعي الأفراد ورقيهم ؟

كلمة تغيير لن تأتي بين عشية وضحاها ولن تأتي إلا بتغيير العقليات، التي أصبح أصحابها يلهثون وراء كل ما هو سخيف  وترويج الأخبار الوهمية، فالتغيير يجب أن يبدأ من أفراد هذا المجتمع فهم واجهته وترابطهم وصلاحهم من صلاحه، فوطننا ينضح بما فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *