زائــــفات الأقــنعه

الوطن 24/ شعر/ د. عبد الولي الشميري

لا تلوموني فأسيافي معه

قد كشفْنا زائفاتِ الأَقنعةْ

والقلوبُ المُتْعَبَاتُ استودَعَتْ

همَّها قَلبي فأَدْمَتْ وَجَعَهْ

إنْ غَضِبْنا مَرَّةً مِنْ زَلَّةٍ

فلقد عِشْنا مَدَى العُمْرِ مَعَهْ

أو سقانا المَكْرَ كَأسًا مُرَّةً

فلَكَمْ ذُقْنا مِنَ الدُّنيا سَعَةْ

يا خَلِيلَيَّ رُوَيْدًا فالمَدَى

لا يُبالي بِنَقِيقِ الضِّفْدَعَةْ

وأَلِينوا واستنيروا طالما

قُدْتُمُ الرَّكْبَ لِصَحراءَ مَسْبَعَةْ

بعضُكُمْ لو قادَ بَعضًا عَضَّهُ

ولأَدْمى كُلَّ يومٍ إصْبَعَهْ

يا خَلِيلَيَّ على رِسْلِكُما

آلَمَتْنا الضَّرَباتُ المُوجِعَةْ

بعضُكم يَطعنُ في خاصرتي

بسيوفٍ باتراتٍ قاطِعَةْ

وبياناتٍ أثيماتِ الهَوى

نائحاتٍ كاذباتٍ خادِعةْ

إيهِ يا رُبَّتَما عُدْتُمْ إلى

حيث كنَّا، قد كرهتُ الأَقْنِعةْ

ليتَ شِعري، أوَ يُجْدي ناصحٌ

حُزنُهُ منكم عليكم قَطَّعَهْ

أين كنَّا يا زماني في الصِّبا

في القرى في الرّيفِ ربّي أَمْرَعَهْ

ما سَلَوْنا عَهْدَ ذَيَّاكَ الحِمى

والمراعي والرِّعا والمَزرعة

كان لي شَبَّابةٌ مَشبوبةٌ

تبعثُ الشَّجْوَ وتُجْري أَدْمُعَهْ

كان أترابي وأحبابي لهم

طُهْرُ عيسى والهُدى ما أروعَهْ

نتساقى مِن أحاديثِ القِرى

وأقاصيصِ الحَكايا المُمْتِعةْ

لا سياسيّين في قريتنا

يزرعونَ المُوبِقاتِ الشَّنِعَةْ

لم يكن للشِّعرِ إلّا مَذْهَبٌ

ولساني بالمعاني طَيِّعَةْ

يا خَلِيلَيَّ أَنِيخا بُرْهةً

واسألا عن هدفٍ لا فَرْقَعةْ

لم يَعُدْ في العمر وقتٌ طيِّعٌ

قبلَ أن يرمي هَواكم مِدْفَعَهْ

واهمٌ مَنْ ظَنَّ أنَّا لا نَرى

لم يَعُدْ يا قومُ فينا إمَّعَةْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *