30 مارس يوم حداد وطني

الوطن24/كتب: الدكتور كرين

إذا كان من الواجب إعتبار ذكرى الإستقلال ليوم 18 نونبر يوم عيد، فإنه من الضروري في المقابل إعتبار يوم 30 مارس يوم حدادِِ وطني، ويوم 30 مارس 1912، هو اليوم الذي فقد فيه المغرب سيادته ووقّع على عقد الحماية، في إعتراف مكتوب من الدولة بالوضعية الدونية التي سيكون عليها حالها وحال المغاربة جميعا في العقود التالية.

وقد جاء التوقيع على ذلك العقد المشؤوم في ذلك اليوم المشؤوم بسبب سوء التدبير السياسي والإداري والمالي لشؤون الدولة ووقوعها في وضعية التبعية وغرقها في أوحال المديونية وإنتشار السيبة والعصيان السياسي والإجتماعي والضريبي. وللأسف بقي من تسببوا في تلك النكبة في أماكنهم واستمروا بإسم الإستعمار في تدبير البلاد ثم ذهب المستعمر وفوّض لهم من جديد الإستمرار في الاستئثار بخيرات ومقدرات البلاد بحماية وتغطية منه، بينما ظل المواطن المغربي في نفس الوضعية الدونية ونفس الحكرة على أبواب الإدارات التي تركها الإستعمار وعلى أبواب قنصلياته.

فما أشبه اليوم بالأمس، لأننا شعب مغيّب العقل والذاكرة والإرادة، وها نحن نتجه مرة أخرى لوضعية ” احتلال” يبدو أنه في الحقيقة وفي واقع الأمر لم ينقطع أصلا.

وها هو “عيد” الإستقلال يأتي في ظل وضعية إجتماعية مأساوية، وفي ظل استشراء غير مسبوق للفساد والإفساد. وطبعا نفس المقدمات تؤدي حتما لنفس النتائج.

لكل ما سبق أظن أنه من الواجب من الآن فصاعدا تخليد ذكرى 30 مارس 1912، بإعتبارها يوم حدادِِ وطني حتى لا ننسى كيف سقطنا تحت الإستعمار، وإلا فإن الحراك القادم في المغرب، لن يكون حراكا إجتماعيا، ولن يكون حتى حراكا سياسيا بالمعنى الحزبي للكلمة، بل سيأخذ شكل حركة تحرر وطني جديدة بوسائل جديدة، حركة تحرر من إستعمار أخذ بدوره أشكالا وصورا جديدة أبرز تجلياتها هي هيمنة ذوي الولاءات المزدوجة ومزدوجي الجنسية.