أتلتيكو مدريد ينهار أمام برشلونة: ضعف في التسيير أم إجهاد بدني؟

المباراة التي جمعت بين أتلتيكو مدريد وبرشلونة كانت مليئة بالإثارة، لكنها كشفت أيضاً عن عدة مشاكل في صفوف الفريق المدريدي، خاصة على المستوى الدفاعي. بعد تقدمه بنتيجة 2-0، لم يتمكن رجال دييغو سيميوني من الحفاظ على أفضليتهم، ليعود برشلونة بقوة ويقلب الطاولة، ما يطرح تساؤلات حول أسباب هذا الانهيار غير المعتاد لأتلتيكو.

دييغو سيميوني معروف بأسلوبه الدفاعي المحكم وإتقانه للعب على المرتدات، لكن في هذه المباراة، بدا الفريق وكأنه فقد السيطرة على إيقاع اللعب. بعد بداية قوية، لم يحسن أتلتيكو إدارة الفارق، وسمح لبرشلونة بالعودة تدريجياً إلى المباراة. قرارات سيميوني التكتيكية، خاصة التراجع المفرط في الشوط الثاني، ساهمت في تقوية الخصم بدل إضعافه. غياب ردة الفعل بعد هدف تقليص الفارق جعل الفريق يبدو هشاً، وسمح لبرشلونة باستغلال المساحات والتفوق بدنياً.

وسط موسم مليء بالتحديات، بين الليغا، دوري الأبطال، والاستعدادات لكأس أوروبا، بدا واضحاً أن العامل البدني كان له تأثير مباشر على أداء أتلتيكو. في الشوط الثاني، انخفضت وتيرة الضغط العالي الذي يتميز به الفريق، ما منح برشلونة حرية أكبر لصناعة اللعب. الإجهاد البدني أدى أيضاً إلى فقدان التركيز، وهو ما ظهر جلياً في التمركز الدفاعي السيئ والتغطية غير الدقيقة داخل منطقة الجزاء.

على الجانب الآخر، عرف برشلونة كيف يستغل نقاط ضعف خصمه. رغم التأخر في النتيجة، لم يفقد اللاعبون تركيزهم، بل استمروا في فرض أسلوب لعبهم، وهو ما أثمر في النهاية. البدلاء الذين دخلوا في الشوط الثاني ساهموا في رفع النسق البدني، بينما أظهر الفريق قدرة عالية على استغلال المساحات التي خلفها انهيار دفاع أتلتيكو.

النتيجة تطرح إشكالية أكبر: هل لا يزال أسلوب سيميوني التقليدي فعالاً أمام الفرق التي تملك نفساً طويلاً؟ الاعتماد المفرط على الدفاع والقتالية البدنية لم يعد كافياً أمام أندية تعرف كيف تتعامل مع الضغط العالي وتملك قدرة بدنية أقوى في الأمتار الأخيرة من المباراة. ربما أصبح من الضروري على المدرب الأرجنتيني إعادة النظر في بعض التفاصيل التكتيكية، خاصة فيما يتعلق بإدارة المباريات التي يكون فيها فريقه متقدماً في النتيجة.

خسارة أتلتيكو أمام برشلونة ليست مجرد عثرة في مشوار الليغا، بل مؤشر على مشاكل أعمق تتعلق بالإجهاد البدني وإدارة المباريات الكبرى. إذا لم يجد سيميوني الحلول المناسبة، فقد يواجه الفريق صعوبات أكبر مع استمرار الموسم، خاصة في ظل المنافسة الشرسة على جميع الجبهات.