“اتصالات المغرب” تطيح بأحيزون: إخفاقات تنظيمية وأحكام قضائية تعجل برحيله

الوطن24/ الرباط
في خطوة مفاجئة، قرر مجلس الرقابة لشركة “اتصالات المغرب”، اليوم، إعفاء عبد السلام أحيزون من منصبه كرئيس مدير عام، منهياً بذلك حقبة استمرت لسنوات طويلة قاد خلالها الشركة بقبضة حديدية. جاء القرار بعد تراكم الأخطاء التنظيمية والأحكام القضائية التي كبدت الشركة خسائر مالية ضخمة، مما أثار استياء المساهمين الرئيسيين، وعلى رأسهم الشركاء الإماراتيون الذين يملكون 53% من رأسمال الشركة.
إدارة أحيزون تحت مجهر الانتقادات
شهدت فترة عبد السلام أحيزون على رأس “اتصالات المغرب” العديد من التحديات، حيث تعرضت الشركة لانتقادات حادة بسبب شبهات الاحتكار، وتأخرها في تطوير البنية التحتية للاتصالات مقارنة بالمنافسين. كما شكلت الغرامات والأحكام القضائية الصادرة ضد الشركة عبئًا ماليًا كبيرًا أثار قلق المساهمين.
ويرى محللون أن أحيزون لم يستطع مواكبة التحولات الرقمية والتكنولوجية بالوتيرة المطلوبة، مما جعل “اتصالات المغرب” تتراجع في عدة مؤشرات أداء. كما أن احتكارها لخدمات البنية التحتية ورفضها تقاسمها مع المنافسين أدى إلى تدخل السلطات التنظيمية التي فرضت عليها غرامات مالية ضخمة.
محمد بنشعبون على رأس “اتصالات المغرب”: بداية جديدة؟
لم يكن اختيار محمد بنشعبون لهذا المنصب اعتباطيًا، فهو رجل ذو خبرة واسعة في الإدارة المالية والاستثمارية. شغل منصب المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار، كما سبق أن تولى وزارة الاقتصاد والمالية، ما يجعله مؤهلًا لإدارة المرحلة المقبلة للشركة.
يراهن المساهمون على بنشعبون لقيادة “اتصالات المغرب” نحو حقبة جديدة من الإصلاحات والاستثمارات في البنية التحتية الرقمية، خاصة مع تصاعد المنافسة في قطاع الاتصالات بالمغرب ودخول تقنيات الجيل الخامس التي تتطلب استثمارات ضخمة.
تحديات تنتظر الإدارة الجديدة
أمام بنشعبون تحديات كبرى، أبرزها استعادة ثقة المساهمين، وتعزيز موقع الشركة في سوق الاتصالات، وتحسين علاقتها مع الجهات التنظيمية. كما يُنتظر منه إعادة هيكلة بعض القطاعات داخل الشركة وتحسين الخدمات المقدمة للزبناء، خاصة في ظل الشكاوى المتزايدة من ضعف جودة الإنترنت وخدمات الهاتف.
يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح الإدارة الجديدة في قلب الموازين وإعادة “اتصالات المغرب” إلى الريادة، أم أن التحديات الراهنة ستظل عائقًا أمامها؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.