اختتام ناجح للدورة الخامسة لصالون الإلهام الدولي للفن التشكيلي بالمغرب بتارودانت

اختتمت يوم أمس الخميس، فعاليات الدورة الخامسة لصالون الإلهام الدولي للفن التشكيلي، الذي أقيم بمدينة تارودانت في المغرب، وذلك في أجواء من الاحتفاء والإبداع. الدورة التي نظمت تحت شعار “الفن التشكيلي في خدمة القضايا الإنسانية العادلة” شكلت فرصة لعرض مجموعة من الأعمال الفنية المتنوعة والتطرق إلى قضايا الفن والثقافة، كما شهدت تكريماً لعدد من أبرز الأسماء في الساحة الفنية المغربية.

كان الحدث الأبرز في الحفل الختامي تكريم الفنان التشكيلي محمد المنصوري الإدريسي، الذي حملت الدورة اسمه تكريماً لمسيرته الفنية الحافلة. يعد المنصوري من أبرز رموز الفن التشكيلي المغربي والعالمي، وهو رئيس النقابة الوطنية للفنانين التشكيليين المحترفين، والرئيس المؤسس لجمعية الفكر التشكيلي، إضافة إلى كونه عضواً في العديد من الهيئات الثقافية الدولية. وكان تكريمه بمثابة تقدير لإنجازاته الكبيرة في تعزيز الفن التشكيلي المغربي على الساحة الدولية.

انطلقت فعاليات الدورة الخامسة لصالون الإلهام الدولي في 22 ديسمبر 2024، واستمرت حتى 24 من الشهر نفسه، بمشاركة فنانين تشكيليين من المغرب وعدد من الدول العالمية. وافتتحت الدورة بحفل رسمي حضره عامل إقليم تارودانت، السيد مبروك تابت، والوفد المرافق له. كما عبر رئيس الجمعية المنظمة، مولاي زكي مصطفى، عن أهمية هذه التظاهرة في فتح نقاش حول الفن التشكيلي وعلاقته بالهوية الثقافية والحضارية للمغرب، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه هذه الهوية في ظل التغيرات العالمية.

شهد المعرض عرض أكثر من 35 عملاً فنياً لفنانين مغربيين ودوليين مرموقين مثل عبد الفتاح قرمان، محمد بوصابون، أمال الفلاح، محمد قرماد، مولاي إدريس الختير، سليم عبد الحق، المهدي إيغور، عبد الرحيم المدني، وغيرهم. وقد تنوعت الأعمال المعروضة بين ما هو تراثي وواقعي وتجريدي، مما أتاح للزوار فرصة الاستمتاع بتجارب فنية متنوعة تعكس مشاعر الفنانين وأثر المدارس الفنية العالمية عليهم.

كما تم تنظيم ندوات فكرية وجلسات نقاش تناولت موضوعات ذات صلة بالفن والثقافة في المغرب والعالم. من أبرز هذه الأنشطة محاضرة قدمها الأستاذ الباحث نورالدين صادق، بعنوان “عندما يكون فن المعمار في خدمة الحياة اليومية للسكان الحضريين”، التي لاقت اهتماماً واسعاً من الحضور. وتناولت المحاضرة العلاقة بين فن المعمار ومتطلبات الحياة اليومية في المدن الحديثة، وتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية من خلال المعمار.

إلى جانب تكريم الفنان محمد المنصوري الإدريسي، شهد الحفل الختامي تكريماً لفنانين بارزين آخرين في الساحة الفنية المغربية. من بين هؤلاء المكرمين: المخرجة المغربية فاطمة الجبيع، والفنان التشكيلي عبد الفتاح قرمان، والفنانة أمال فلاح، والخطاط المغربي محمد قرماد. وقد تم تكريمهم تقديراً لمسيرتهم الفنية المتميزة وإسهاماتهم الكبيرة في إثراء الساحة الثقافية والفنية المغربية.

من الأنشطة المميزة التي أضفت لمسة خاصة على الدورة الخامسة، تنظيم ورشة فنية تحت عنوان “أطفال وألوان”، شارك فيها عدد من الأطفال من مختلف الأعمار. وقد تم خلال هذه الورشة تشجيع الأطفال على التعبير عن أنفسهم من خلال الفن، وتنمية قدراتهم الإبداعية في مجال الرسم والتشكيل. هذا النشاط يعكس حرص المنظمين على تعزيز الوعي الفني لدى الأجيال القادمة، وتوفير منصة لهم لإظهار مواهبهم.

ختام الدورة بنجاح

مع اختتام الدورة الخامسة لصالون الإلهام الدولي في المغرب، يمكن القول إنها شكلت محطة مهمة في تاريخ الفنون التشكيلية المغربية. فقد نجحت هذه التظاهرة في تعزيز الحوار الثقافي والفني بين الفنانين من مختلف أنحاء العالم، وفتح آفاق جديدة للبحث والتبادل في مجالات الفن التشكيلي والهوية الثقافية. كما أكدت الدورة على أن الفن التشكيلي ليس مجرد تعبير جمالي، بل هو أداة للتواصل مع القضايا الإنسانية والاجتماعية، ومدافع قوي عن الحفاظ على الهوية الثقافية المغربية في مواجهة تحديات العصر.