الأستاذ سعيد مبشور كاتب وباحث في حوار خاص في وقت فيروس “كورونا”

الوطن 24/ حاوره: عبد الفتاح الحيداوي

كعادتها تواكب الوطن 24 ما يقع  في العالم جراء تفشي “جائحة” فيروس “كورونا” وتداعيات ذلك على المغرب، لتنقل لكم كيف أضحت صور وروائح الموت هي الغالبة على الإعلام الدولي وكيف أغلقت الحدود والتزم الناس طوعا وكرها بيوتهم على إمتداد المعمور، حيث يبدو أن هذا المرض قد أفقد  بعض الدول السيطرة على أوضاعها الصحية والإقتصادية..

سعيد مبشور 

وفي هذا الصدد نستضيف الأستاذ سعيد مبشور كاتب وباحث في الشان السياسي والإسلامي مقيم بالدار البيضاء.

ضيف الحلقة السادسة من سلسلة حوارات “الوطن 24”.

 

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

* السلام بخير سي سعيد..

 – بداية أشكر موقع “الوطن 24” في شخص الأخ والصديق عبد الفتاح الحيداوي على هذه البادرة الطيبة بالإنفتاح على مختلف الفعاليات للحديث عن إنشغالاتهم وإنطباعاتهم في زمن فيروز “كورونا “[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

*كيف تتعامل مع الأزمة؟

 – بالنسبة لي فالأمرلا يتعلق بأزمة بقدر مع ما يتعلق بوقفة فعلية للزمن، عجز فيها العالم كله عن مواجهة تحدي خطرجماعي داهم يتربص بكل البشر على اختلاف أجناسهم وطوائفهم وطبقاتهم، بشكل أعاد إلى الواجهة مساءلة الأفكار التي أهدر فيها العالم المعاصرجهدا كبيرا من أجل تثبيتها وتحويلها إلى بداهات ويقينيات، فالعالم اليوم يعيد ترتيب مفاهيم الخوف والإيمان والدولة والمجتمع والقوة والتطور والحداثة، فضلا عن بداية حقيقية لانهيار نظم العولمة. في ظل هذه الظروف، أحاول شخصيا إعادة قراءة الكثير من هذه المفاهيم، ورغم أنني لم أنجح حتى اللحظة في صياغة برنامج منهجي لهذه القراءات، إلا أنني أسخرمعظم وقتي للاطلاع سواء على المعلومات أو المعارف، وأشعر بأشياء كثيرة تتغيربداخلي، كما تتغيرالكثير من الأشياء في عالم اليوم، فهذا الفيروس العدو الصغيرواللامرئي سيشكل ظهوره وأفوله علامة فارقة في الزمن بوسعنا أن نؤرخ بها للحظة ما قبل الإصابة وما بعد الإصابة بالكورونا. [/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

*شنو الأشياء الزوينة لي استفدتي من الحجر الوقائي الصحي ؟

 – الحجر الصحي هو مناسبة أيضا لإعادة القيمة للأسرة والعائلة، وحتى للتضامن الجماعي رغم أن الظرف يقتضي التباعد الإجتماعي، وقد لا تنقضي أيام الحجر إلا والكثير منا قد غير نظرته تماما لعائلته والآخرين بما فيهم الدولة والمجتمع، دون أن ننسى انكفاء كل منا على ممارسة إيمانه الخاص، فالمؤمن يملك يقينا مطلقا بأن الخالق عز وجل بيده كل أسباب الرخاء في زمن الشدة، وهو قادر سبحانه وتعالى أن يهدي خلقه إلى سبل الخلاص بالعلم والإيمان معا، وحتى الذي لا يؤمن بالدين ينتظر بالتأكيد قوة خارقة تخلصه من وضعية السجين التي هو فيها بفعل سطوة الوباء، قد ينتظر اللامؤمن معجزته من خارج الدين ولكنه بالتأكيد يستسلم لرؤيته القدرية الخاصة التي تستلزم بالتأكيد الأمل والتمني والتشوف تماما كما هو الأمر في التصور الديني للانتظار القدري. [/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

*شنو النصيحة لي ممكن تقدم للناس فهاد الوقت ؟

 – أنصح الناس ونفسي أولا بالإلتزام بالتعليمات الإحترازية التي توصي بها المؤسسات الصحية، وإستغلال هذه الوقفة الزمنية في استعادة الإنسان لنفسه وعائلته، وإعادة ما يمكن ترتيبه في حياتنا للتخلص من الأضرار والشوائب التي خلفتها فوضى حياتنا العادية[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

*كلمة مفتوحة بغيتي تقولها بهاد المناسبة؟

 – لا يسعني إلا أن أدعو وأتمنى لكل الإنسانية، لكل خلق الله، النجاة من الوباء، والعودة إلى أجواء الحياة الطبيعية، فالإنسان خلق حرا وخلقت معه القدرة على التفكير وتحدي المصاعب والمعيقات، وكما بدأ الإنسان حياته على الأرض مكافحا عوامل الطبيعة ونوائبها، فهو قادر اليوم على قهر هذه الوضعية وتجاوزها، إن العالم اليوم كله موحد العقل والإرادة وهذا أمر يبعث على الإطمئنان لطبيعة المرحلة القادمة من حياة البشرية.[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

*هل سيتجاوز المغرب هذه الأزمة؟

  – المغرب قام بإجراءات غاية في الدقة والإستباقية لمنع إنتشاروالوباء، وتميز أداء الدولة بنوع من الحزم والتصميم على مواجهة الجائحة، على الرغم من بعض الانفلاتات وهناك وهو أمر طبيعي في كل المجتمعات، لكن الأهم هو كيف نفكر في مغرب ما بعد الأزمة، صحيح نحن بلد محدود الموارد، لكن لدينا فرصة تاريخية لإعادة بناء بلدنا وفق قواعد التقدم الحضاري، فالمسؤلون وقفوا اليوم على حجم الخصاص في مجالات حيوية في مقدمتها الصحة والتعليم والمعرفة التكنولوجية، وهم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما المضي في النهج العبثي للتسييروالإدارة ومن ثم السقوط أمام أي اختبار حقيقي لتدبيرالأزمات، وإما الإيمان بأن لدى بلدنا وشعبنا القدرة على الصناعة والإنتاج المادي والمعرفي، ومن ثم تحويل البلاد بأكملها إلى ورشة مفتوحة لصياغة مستقبل أفضل لمغرب آخر متاح وممكن[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

*ما هو أول فعل ستقوم به بعد إنجلاء هذه الأزمة؟

 – في الحقيقة لست أدري بالضبط ماذا سأفعل، لم أضع لذلك برنامجا بعد، قد أفكر في ذلك بعد أن أشرب قهوة مع بعض الأصدقاء الذين سأعانقهم بعد شوق وحجرعن اللقاء.[/box]