الاردوغانيون المغاربة …!
الوطن24/ بقلم : عبد اللطيف الصبيحي
أحقا كما يشاع وكما يفهم من مجموعة من النقاشات سواء في العالم الازرق اوفي التجمعات العامة وعلى كثرة تعدادها ارتفاع عدد مابات يطلق عليهم ب” الاردوغانيين ” المغاربة ، اللدين فجأة اكتشفوا ما يقال عنها نهضة اقتصادية لا يعلم إلا القلة مصدرها ؟ على اي ما يهمنا في هدا الموضوع هو التأكيد على ان هدا الانبهار والتعلق راجع بالأساس الى اصل الطبيعة الدينية لعموم المغاربة الدين يرون ويسمعون عن نموذج اسلامي ناجح استطاع ان ينتج خطابا أكثر ما يمكن ان يقال عنه انه لا يصلح إلا ان يكون علي خشبة المسرح لا في مضامير السياسة لصعوبة تجسيده على ارض الواقع و الامثلة على دالك كثيرة اشهرها مافاه به ” اردوغان ” في احدى خطبه الشهيرة تهديده ل” بشار الاسد ” انه قادم الى عاصمة الامويين وانه سيصلي بالجامع الاموي ، معلنا بدالك نيته استعادته لمطمورته العثمانية وهاهو الان يحاول التغطية على هدا الحلم الفاشل الذي تحطم على اسوار دمشق والتعويض عنه بالرغبة كدالك في احياء العهد الاول للعثمانيين ممنيا نفسه بالصلاة بالمسجد العتيق ب” بنغازي” معقل المشير ” حفتر ” .
ما يلفت النظر هو تجاهل معظم ” الاردوغانيين ” المغاربة ما تناقلته اغلب الصحف العالمية لمدى الروابط والمصالح القوية التي جمعت ” اردوغان” وتنظيم الدولة المعروف باسم ” داعش ” ، وتواطئه معه في سرقة البترول السوري ، كما لا اعتقد انهم لا يعرفون ان عددا كبيرا من قيادة الصف الاول لهدا التنظيم تتواجد بالعاصمة ” اسطنبول ” و بالضبط في ارقى احياءها و تحظى بامتيازات عديدة كل دالك على حساب معاناة الشعب السوري ، كأنما الشعب السوري لا يدين بالإسلام الذي يتظاهر بالحمية والغيرة عليه و يذرف الدموع كما ان له من القدرة على استغلال مآسي المسلمين في كل أرجاء العالم وتحويلها الى رصيد سياسي هدا ان لم نتردد في قول أن له يدا في افتعالها .
اني استشعر عن بعد فرحة ” الاردوغانيين ” المغاربة بتصويت البرلمان التركي على التدخل عسكريا في ” ليبيا ” ، كما لا افهم سر صمتهم عن اقصاء بلد كالمغرب كانت له مساهمات ومبادرات لوضع حد للاقتتال في ليبيا واخص بالذكر لقاءات ” الصخيرات ” من مؤتمر ” برلين ” حيث استنكر ” ماكرون ” هدا الابعاد وكشف به عن تخبط السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي الذي يتحمل المسؤولية الكاملة لما وقع في ” ليبيا “، وقبوله بحشر بلد بعيد ك” تركيا ” عن المنطقة انفه في شؤون مغاربية محضة ، لا يهمه سوى حظه من الغاز والبترول كما انهم ربما يخفون اعجابهم بالعجز التجاري لصالح ” تركيا ” وصلت بهم الحمية إلى إستدعاء وزير التجارة لمساءلته عن تصريحات تتعلق بالتجارة معهم .
الجفاء العثماني مع المغرب و اهل المغرب ضارب في التاريخ ، وهم لم يستسيغوا الى الان كيف تمكن المغرب وسلاطينه في الوقوف في وجه الأطماع العثمانية وحفاظه على وحدته التي انحبست في الجزائر، حتى انخرط أحد الشعراء المغاربة على اثرها في عكس هدا التنافر بقوله في هدين البيتين :
لا تركنن الى تركي _ وان زادت عبادته
فان جاد فعن غلط _ وان تمرد فعن أم وأب
وكل تمرد وانتم ..!