الثقافة والفن في المغرب.. درع ناعم للدفاع عن عدالة القضية الوطنية

الوطن24 / بقلم: ذ. هلاب محمد مبارك – العيون
في سياق الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، برزت الثقافة والفن في المغرب كقوة ناعمة موازية للدبلوماسية الرسمية، تؤدي دوراً محورياً في التعريف بعدالة القضية الوطنية وتثمين المنجزات التي تحققت بالأقاليم الجنوبية، خاصة في ظل الدينامية التنموية التي تشهدها هذه الربوع.

وقد حرصت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، برئاسة محمد المهدي بنسعيد، على تفعيل رؤية جلالة الملك محمد السادس الرامية إلى تعزيز الدبلوماسية الثقافية، وإبراز التراث الحضاري المغربي وتنوعه، وإشعاع هويته الأصيلة على المستوى الإقليمي والدولي. فقد تم تنظيم العديد من التظاهرات والمهرجانات والأنشطة الفنية، داخل المغرب وخارجه، للتعريف بالثقافة المغربية عموماً، وبالثقافة الحسانية الصحراوية على وجه الخصوص.
من خلال اتفاقيات شراكة ومذكرات تفاهم مع عدد من الدول والمؤسسات، عملت الوزارة على تقوية حضور المغرب الثقافي في العالم، وتكريس الانفتاح على الثقافات الإنسانية المختلفة، بما يعكس غنى الرصيد المغربي وتعدده.
وقد أكد الوزير بنسعيد في مناسبات متعددة أن المغرب جعل من الثقافة أولوية وطنية، واستند في ذلك إلى مقتضيات دستور 2011، الذي جعل من التنوع الثقافي واللغوي رافعة للتنمية ومكوناً من مكونات الهوية الوطنية المتجددة.

وفي هذا الإطار، وُجهت الجهود لدعم المشاريع الفنية والثقافية التي تبرز النهضة الشاملة في أقاليمنا الجنوبية، وتُرسخ الانتماء للوطن، وتحافظ على التراث الحساني كجزء لا يتجزأ من الهوية المغربية. وقد تم تنفيذ عدد من المشاريع التي شملت توثيق الحكايات الشعبية، وتسجيل ألبومات موسيقية للفرق التقليدية والعصرية، وطبع كتب أدبية وشعرية باللهجة الحسانية.
ويمثل المكون الثقافي للنموذج التنموي الخاص بالجهات الجنوبية الثلاث، الذي أطلقه جلالة الملك، رافعة أساسية للحفاظ على الموروث اللامادي، وصون الإرث الأركيولوجي، وإعادة الاعتبار للمواقع التاريخية في الصحراء المغربية، بما يعكس عمق الروابط التاريخية بين هذه الأقاليم والمملكة عبر العصور.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت المدن الصحراوية المغربية، كالعيون والداخلة والسمارة، طفرة ثقافية نوعية، جعلتها تضاهي كبريات المدن المغربية في الحركية الفنية والبنية التحتية الثقافية. كما تم تشجيع عدد من الجمعيات المدنية والهيئات المحلية على تنظيم مهرجانات ومبادرات ثقافية تكرّس حضور المغرب في المحافل الدولية.
إن الدور المحوري الذي تلعبه الثقافة والفن في المغرب اليوم، لم يعد يقتصر على الترفيه والتوعية، بل أصبح أحد الأعمدة الأساسية في دعم عدالة القضية الوطنية، والدفاع عن وحدة البلاد، وصيانة الذاكرة الجماعية للأقاليم الجنوبية، وفتح آفاق جديدة أمام المغرب الثقافي ليُسمع صوته للعالم بلغته الحضارية والإبداعية.