الجهوية المتقدمة في المغرب: رؤية ملكية لتحديات الحاضر وآفاق المستقبل.

الوطن24/ كادم بوطيب
شهدت مدينة طنجة يوم الجمعة 21 ديسمبر 2024 انطلاق أشغال المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة، بتنظيم من وزارة الداخلية بشراكة مع جمعية جهات المغرب، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس. وجاءت المناظرة تحت شعار “الجهوية المتقدمة بين تحديات اليوم والغد”، وجمعت تحت مظلتها نخبة من المسؤولين والخبراء والفاعلين في مجال التنمية الجهوية.

تميزت الجلسة الافتتاحية بحضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ووزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، إلى جانب عدد من الوزراء وولاة ورؤساء الجهات، إضافة إلى جامعيين وخبراء من داخل المغرب وخارجه، وفعاليات المجتمع المدني.

وفي افتتاح المناظرة، ألقى عبد الوافي لفتيت الرسالة الملكية السامية التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين، حيث دعا جلالته إلى “المرور للسرعة القصوى في تنزيل الجهوية المتقدمة” من خلال وضع إطار زمني محدد يمكن الجهات من ممارسة اختصاصاتها بفعالية. كما شدد على أهمية هذه المناظرة كفرصة لتقييم ما تحقق واستكشاف الحلول لتجاوز العقبات، بهدف جعل الجهوية ركيزة أساسية للتنمية الشاملة.

محاور استراتيجية وورشات عمل
ركزت المناظرة على مواضيع حيوية تم طرحها عبر ورشات عمل متعددة، من أبرزها:
تفعيل اختصاصات الجهة: بهدف تعزيز الجاذبية الترابية وتسهيل جذب الاستثمارات.
الالتقائية بين اللامركزية واللاتمركز الإداري: كوسيلة لتحقيق التنسيق الفعال بين الجهات وتحفيز الاستثمار المنتج.
تمويل البرامج الاستثمارية: لمعالجة التحديات المالية التي تواجه الجهات في تنفيذ مشاريعها.
تأمين الموارد المائية: عبر وضع خطط لمواجهة الإجهاد المائي المتزايد نتيجة التغيرات المناخية.
تطوير النقل والتنقل: لتحقيق التنمية الجهوية المندمجة وربط المناطق النائية بمراكز التنمية.
التحول الرقمي: كآلية لتعزيز الديمقراطية التشاركية وتكريس انفتاح الجماعات الترابية.
التزام وطني مشترك
تأتي هذه المناظرة لتؤكد من جديد التزام المغرب بتسريع تنفيذ ورش الجهوية المتقدمة، بما يتماشى مع الرؤية الملكية الرامية إلى تحقيق توازن تنموي بين مختلف جهات المملكة. ويُنتظر أن تسفر النقاشات عن توصيات ملموسة وخارطة طريق واضحة لتجاوز التحديات وتعزيز الأثر الإيجابي للجهوية المتقدمة على التنمية المستدامة.

