الرباط تحت الأضواء: المغرب يقتحم عالم الألعاب الإلكترونية ويستقطب عمالقة الصناعة في تظاهرة إفريقية غير مسبوقة.

الوطن24/ الرباط
تحولت العاصمة المغربية الرباط إلى قبلة عالمية لعشاق الألعاب الإلكترونية، مع انطلاق فعاليات الدورة الثانية من معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية يوم الأربعاء 2 يوليوز، في قصر الرياضات بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
هذا الحدث الدولي، الذي يتواصل إلى غاية 6 يوليوز، وضع المغرب في واجهة الخريطة العالمية لصناعة الألعاب الرقمية، باعتباره ثاني أكبر تظاهرة من نوعها على مستوى القارة الإفريقية، ومؤشرا واضحا على الطموح المغربي لقيادة التحول الرقمي في المنطقة.

مفاجأة المعرض: أسطورة الألعاب اليابانية في قلب الرباط
لحظة تاريخية عاشها الحاضرون حين اعتلى المنصة يوشيكي أوكاموتو، أحد كبار منتجي الألعاب في العالم، ومبتكر أيقونات خالدة مثل Street Fighter وResident Evil. حضور هذه الشخصية العالمية لم يكن مجرد مشاركة رمزية، بل تأكيد صريح على التحول الذي تشهده المملكة في هذا القطاع شديد التنافسية.

صناعة الألعاب.. ورقة المغرب الرابحة
لم يعد المغرب يكتفي بدور المتفرج في السباق العالمي نحو الاقتصاد الرقمي. فمعرض الرباط جاء ليؤكد أن المملكة تستثمر بثقة في مستقبل الشباب والإبداع التكنولوجي. ورشات تكوينية، لقاءات أعمال، منصات عرض تفاعلية، وحضور شركات ناشئة مغربية تطمح إلى ولوج الأسواق الدولية، كلها مؤشرات على حيوية هذا المشهد الصاعد.
ويهدف المعرض إلى تمكين الجيل الجديد من المبدعين المغاربة، وفتح المجال أمام المستثمرين لاكتشاف المواهب المحلية، في وقت تجاوز فيه حجم سوق الألعاب الإلكترونية عالميا سقف الـ200 مليار دولار.

الرباط.. العاصمة الرقمية الجديدة لإفريقيا؟
من خلال هذا الحدث، تبرز الرباط كمنصة استراتيجية بين إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط في مجال الابتكار الرقمي. فاختيار المدينة لتنظيم هذه التظاهرة ليس محض صدفة، بل ترجمة لرؤية مغربية تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز ريادتها في ميادين التكنولوجيا والترفيه الرقمي.
ويشكل المعرض أيضا فرصة ثمينة لتعزيز الشراكات الدولية، وتبادل الخبرات، ودعم المحتوى المحلي في مجالات البرمجة، الذكاء الاصطناعي، وتصميم الألعاب.

رسالة إلى العالم: المغرب جاهز للمنافسة
الرسالة الأوضح التي يبعثها معرض الألعاب الإلكترونية في الرباط، هي أن المغرب لم يعد مجرد مستهلك للتكنولوجيا، بل فاعل طموح في صناعتها. فبين ثقة ملكية سامية، وحضور دولي وازن، ومواهب محلية صاعدة، يبدو أن المملكة تمضي بثبات نحو فرض اسمها في واحدة من أكثر الصناعات نموًا وتأثيرًا في القرن الواحد والعشرين.