الفساد يضرب قلب العدالة في المغرب: فضيحة جديدة تهز الثقة في القضاء

الوطن24 / تطوان
لم تعد قضايا الفساد في المغرب تقتصر على السياسيين والمسؤولين المحليين، بل امتدت هذه المرة إلى صميم منظومة العدالة، التي يُفترض أن تكون الحصن المنيع لحماية الحقوق وسيادة القانون. أحدث فضيحة هزّت الرأي العام جاءت من مدينة تطوان، حيث تمت متابعة قاضٍ وعدد من المحامين بتهم ثقيلة تتعلق بالتلاعب في ملفات قضائية وتلقي رشاوى.
هذا الحدث صدم المغاربة، إذ يرون في القضاء آخر خطوط الدفاع لضمان العدالة، فكيف يمكن أن يتحول إلى طرف في قضايا الفساد؟ التساؤلات تتضاعف في ظل الحديث المستمر عن استقلالية القضاء، التي كان يُنظر إليها كأداة لتعزيز النزاهة، لكنها باتت اليوم موضع شك بعد هذه الفضائح.
تأتي هذه القضية في سياق سلسلة من السقوط المدوي لمسؤولين سياسيين وأمنيين تورطوا في قضايا مماثلة، مما يكشف عن أن الفساد لم يعد استثناءً، بل ظاهرة متجذرة تنخر القطاعات الحيوية. ولكن عندما يطال الفساد المؤسسة القضائية، فإن الأمر يتجاوز الفضائح الفردية ليهدد أركان الدولة نفسها، ويثير تساؤلات حول مدى جدية الإصلاحات التي أُعلن عنها.
هل أصبح الفساد سرطاناً يستعصي على العلاج في المغرب؟ أم أن هذه المتابعات مؤشر على إرادة حقيقية لاقتلاع جذوره؟ الإجابة ستحدد مستقبل العدالة والثقة في مؤسسات الدولة. لكن المؤكد أن المغاربة ينتظرون أفعالاً صارمة، لأن الكلمات لم تعد تكفي.