القضايا الخلافية في المغرب، كيف تصان بالحوار البناء أم بتغذية الخلاف إلى حد الإنقسام؟

المغرب، دولة إسلامية بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، يتميز بتقاليده الراسخة وقيمه الدينية المعتدلة. ومع ذلك، يظهر بين الحين والآخر نقاش حول تقسيم المجتمع إلى إسلاميين وعلمانيين، وهو استقطاب يبدو غريبًا على نموذج المغرب المتفرد الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، تحت رعاية ملكية حكيمة تسعى لتحقيق التوازن بين الحفاظ على الهوية الوطنية ومتطلبات التنمية.

لكن، هل هذا التقسيم يخدم فعلاً مصالح الشعب المغربي؟ أم أنه محاولة لإلهاء المواطنين عن التحديات الحقيقية التي تواجه البلاد مثل مكافحة الفساد، تعزيز العدالة الاجتماعية، وتوزيع الثروات؟ وكيف يُمكن لهذا الاستقطاب أن يتماشى مع رؤية المملكة التي تُعلي من شأن الوحدة الوطنية؟

في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك، يحرص المغرب على تحقيق تنمية شاملة ومستدامة. ومع ذلك، فإن القوى التي تسعى إلى تعميق الفقر والخصاص عبر سياسات اقتصادية نيوليبرالية، قد تجد في هذه الانقسامات المصطنعة فرصة لتشتيت الجهود الوطنية. ألا ينبغي أن يتركز النقاش حول الأولويات الحقيقية؟ مثل تحسين الظروف المعيشية، حماية البيئة، ومواجهة الفوارق الاجتماعية؟

من الضروري أن يُطرح السؤال: من يُثير هذه الانقسامات، ولماذا؟ وهل تخدم هذه التفرقة المزعومة أهداف التنمية التي تسعى إليها المملكة؟ أم أنها تُستخدم لتشويه صورة المغرب كدولة إسلامية متماسكة تحت قيادة ملكية تعزز قيم التضامن والوحدة؟

المغاربة اليوم بحاجة إلى نقاش يرتكز على القضايا التي تلامس حياتهم اليومية، بعيدًا عن الانشغال باستقطابات لا تخدم مصلحة الوطن. في هذا السياق، يبقى الرهان على وعي الشعب المغربي ورؤية جلالة الملك التي تجمع بين الدين والدولة لتحقيق الاستقرار والتنمية، وهو النموذج الذي جعل المغرب يُمثل استثناءً إيجابيًا في العالم الإسلامي.

وبناء عليه يجب على البعض من منطلق الانتماء إلى هذه الأمة ذات التاريخ العريق الزاخر بالحضارة والسمو والرقي والقيم العليا التي تعاقد عليها المغاربة منذ قرون قوامها الإسلام باعتباره ثابثا من ثوابت المملكة المغربية وعقد البيعة الذي يربط بين الملك والشعب والذي هو رباط إسلامي يحصن المجتمع المغربي ويصونه ويحميه، من أجل هذا يجب أن يراقب المعنيون سلوكهم السياسي وخرجانهم الإعلامية باستحضار هذه الثوابت التي شيدت صرح الأمة وارست قواعدها الحضارية دونها الانغلاق أو الذوبان.