القنيطرة: عاصمة الغرب وأيقونة المغرب التي تخلف موعدها مع التاريخ.

ماذا يجري بمدينة القنيطرة، عاصمة الغرب وسلة الزراعة والفلاحة وشريان غذائي لا ينضب لمنطقة الغرب برمتها؟ تلك المدينة الجميلة الرابضة على سهل الغرب، التي يخترقها وادي سبو. إنها مدينة الغابات والوداعة والجمال، القنيطرة التي تحتضن جامعة ابن طفيل وعدداً لا يُحصى من المعاهد والمؤسسات العلمية، وحاضرة علمية من حواضر المغرب المعاصر. القنيطرة، قبلة السياحة الداخلية والخارجية، وحاضنة لشعب يحب الحياة، يفتخر بانتمائه الغرباوي وأصالته وكرمه وعزة نفسه.

القنيطرة، فاتنة المدن المغربية، جمعت بين السهل والبحر والوادي، حيث الثقافة والشعر والقصة والمسرح والمجتمع المدني والأحزاب والنقابات. كل شيء جميل نجده في مدينة القنيطرة، لكن ماذا أصاب هذه المدينة الجميلة؟

أين مثقفوها؟ أين قادة الوعي فيها؟ أين العلم والشعر والمسرح والثقافة والنضج والوعي؟ أين النخب الفكرية والعلمية والأدبية؟ أين فخر المدينة؟ كيف حصل ما حصل؟ لماذا قرارها ينزاح عن جوهر ماهيتها؟ لماذا التمثيل ينحرف عن النموذج الحضاري لمدينة ولادة كما القنيطرة؟

لماذا، أيتها المدينة الجميلة، تخلفين موعدك مع التاريخ؟ أهؤلاء وأولئك هم نماذج حقيقية لأبنائك وفلذات كبدك؟ أنتِ، أيتها القنيطرة، رمز الخصوبة والفحولة والرجولة والأنوثة، فهل خانك أهلك؟

لماذا، أيها المثقفون، نقضتم عهد الانتماء؟ لماذا، أيتها النخب، خنتم الماء والملح؟ لماذا أدرتم ظهوركم للرحم التي أنجبتكم؟ أليس منكم وفيكم رجل رشيد؟

القنيطرة، التي كانت ولا تزال رمزاً للأصالة والحضارة المغربية، تحتاج اليوم إلى وقفة حقيقية تعيد لها مكانتها كمصدر فخر وإلهام لكل مغربي ومغربية.