المرأة الأمازيغية الحرة… رمز العطاء والصمود

كلما اشتد النقاش حول المرأة ومدونة الأسرة، تلوح في ذهني صورة المرأة الأمازيغية الحرة، رمز العطاء والصمود. تلك المرأة الصبورة القنوعة، الطيبة والعفيفة، التي تعمل بلا كلل أو ملل، هدفها الأول والأخير هو أسرتها، وزوجها وأبناؤها. بالنسبة لها، الحياة ليست متعة سطحية تتعلق بالتجميل أو التسوق لأحدث صيحات الموضة، بل هي مسؤولية جسيمة تتطلب العمل الدؤوب داخل المنزل وخارجه.

هذه المرأة ليست كالنسوة المنخرطات في الفكر النسوي، اللواتي يعملن في مكاتب مكيفة ويعشن في ظروف مريحة، مما يمنحهن الوقت للتفكير في قضايا المساواة والمطالبة بحقوق تتجاوز أحيانًا الحدود، كالمساواة المطلقة مع الرجل في كل شيء. بل هي امرأة أمازيغية حرة، تزرع الأرض، ترعى الماشية، تقطع المسافات لجلب الماء، وتبذل جهدًا شاقًا، ليس عن ضعف أو قلة وعي، بل عن وعي تام بأهمية دورها في بناء أسرتها وتحقيق استقرارها، مهما كانت الظروف قاسية.

هذه المرأة وزوجها يتشاركان عبء الحياة، يعملان جنبًا إلى جنب، وكل منهما يقدّر الآخر ويحترمه. سنوات زواجهما طويلة، لكنها مليئة بالحب والوفاء، ومفعمة بروح التضحية والإخلاص. قلبها ينبض بالحب تجاه أسرتها، ويدفعها للعمل بتفانٍ لا مثيل له.

وهنا يظهر الفارق الجوهري بينها وبين بعض المدافعات عن حقوق المرأة، اللواتي يحتفلن بما حققته مدونة الأسرة الجديدة من مكتسبات. فالمرأة الأمازيغية الحرة لا ترى في القوانين والمطالب الاجتماعية الحل الأمثل لمشكلاتها؛ لأنها تدرك أن جوهر الحياة يكمن في الحب والتفاهم والتضحية، وليس في الشعارات أو المطالب التي قد تفتقر أحيانًا إلى صلة بالواقع.