المغرب: أيت عتاب تحتفي بالفن في افتتاح الدورة الرابعة لمهرجان إثران الوطني للمسرح وفنون الشارع

احتضنت جماعة أيت عتاب، بإقليم أزيلال في المغرب، مساء اليوم، حفل افتتاح الدورة الرابعة من مهرجان إثران الوطني للمسرح وفنون الشارع، المنظم تحت شعار: “المسرح غادي يجي حتى لعندك”. ويأتي تنظيم هذا الحدث الثقافي احتفالاً بالذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، وتخليداً لليوم الوطني للمهاجر، في مبادرة تسعى إلى ترسيخ الفعل المسرحي في المغرب العميق.

ويُنظم المهرجان من طرف جمعية إثران للإبداع المسرحي والتنشيط الثقافي بأيت عتاب، بشراكة مع دار الشباب المحلية، وبدعم من وزارة الثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وعمالة أزيلال، وجماعتي تاونزة وتسقي، ومسرح محمد الخامس، وبتعاون مع المديرية الجهوية للثقافة بجهة بني ملال خنيفرة، وعدد من الفاعلين المحليين.

وقد شهد حفل الافتتاح حضوراً جماهيرياً غفيراً، حيث عجّت الساحات والمناطق المحيطة بعروض المسرح وفنون الشارع، في مشهد يعكس النجاح المتنامي لهذا الموعد الثقافي المغربي السنوي، الذي بات يُعدّ من أبرز الفعاليات الفنية بجهة بني ملال خنيفرة.

تميز الحفل بعروض استعراضية وكرنفالية أضفت أجواء من البهجة والتفاعل، تخللتها فقرات مسرحية وفنية لقيت تجاوباً لافتاً من الجمهور. واختُتم الحفل بعرض مسرحية “حايحا” لفرقة البساط، من مدينة بن سليمان، بتوقيع المخرج عبد الفتاح عشيق، والتي نالت إعجاب الحاضرين.

وفي لحظة وفاء واعتراف، كرّم المهرجان اثنين من أبرز رموز الساحة الفنية المغربية: الفنانة مونية لمكيمل، تقديراً لمسيرتها المسرحية والسينمائية الحافلة، والفنان يوسف الجندي، أحد ألمع نجوم الشاشة المغربية، وسط تصفيقات الجمهور وتقديرهم لإسهامات هذين الفنانين في تطوير المشهد الثقافي بالمغرب.

وفي كلمته خلال الافتتاح، قال المدير الفني للمهرجان، عبد الصمد نجيمي: “نعيش اليوم انطلاقة دورة استثنائية من مهرجان إثران، الذي يشكّل فضاءً حيوياً للتلاقح الثقافي بين الفنانين والجمهور من مختلف الفئات. هذه الدورة تجسّد مسار تطور هذا الحدث الذي أصبح جزءاً من الهوية الثقافية والفنية للمنطقة. نحن نؤمن بدور الفن في ترسيخ قيم التماسك الاجتماعي والتنوع الثقافي، والمهرجان منصة حقيقية لهذا الهدف.”

ويسعى مهرجان إثران، الذي ينظم سنوياً، إلى النهوض بالمشهد الثقافي والفني المحلي والوطني، عبر تقديم عروض مسرحية وورشات تكوينية موجهة للشباب، كما يساهم في تنشيط السياحة الثقافية بإقليم أزيلال، باعتباره فضاءً يجمع بين المتعة الفنية والرسالة الثقافية.

وتتواصل فعاليات المهرجان خلال الأيام المقبلة، عبر فقرات متنوعة، تشمل عروضاً مسرحية لفنانين من مختلف مناطق المغرب، وورشات في فنون الشارع، وأنشطة فنية موازية، بحضور إعلامي وطني وجهوي مميز لتغطية الحدث.

واختتمت إدارة المهرجان كلمتها بتوجيه الشكر لجميع الشركاء والداعمين، مجددة الدعوة للجمهور المحلي والزوار للاستمتاع بفقرات هذه التظاهرة الثقافية المغربية المتميزة.