المغرب: إحباط محاولة لتهريب 37 كيلوغرامًا من الكوكايين بمعبر الكركارات

تمكنت مصالح الأمن الوطني والجمارك المغربية، صباح يوم الأربعاء 22 يناير الجاري، من إحباط محاولة تهريب دولية للمخدرات، وذلك في عملية أمنية مشتركة جرت بمعبر الكركارات الحدودي، جنوب مدينة الداخلة. وأسفرت هذه العملية عن حجز 37 كيلوغرامًا و683 غرامًا من مخدر الكوكايين، كانت مخبأة بعناية داخل محركي شاحنتين للنقل الدولي للبضائع.

وجاءت هذه العملية في إطار تعزيز الإجراءات الأمنية الرامية إلى مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود المغربية. حيث تمكّنت فرق التفتيش من كشف شحنة الكوكايين المخدّرة أثناء المراقبة الروتينية لشاحنات قادمة من إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء. وبفضل الخبرة والتدريب العالي لعناصر الأمن الوطني والجمارك المغربية، بالإضافة إلى الاستعانة بالكلاب المدربة للكشف عن المخدرات، تم العثور على المخدرات داخل محركات الشاحنات.

الشاحنتان اللتان كانتا تحملان لوحات ترقيم مغربية، كانت متجهة إلى الخارج، فيما تم توقيف سائقيها البالغين من العمر 24 و47 سنة، حيث تم إخضاعهم للتحقيق في إطار البحث التمهيدي تحت إشراف النيابة العامة.

فيما يتعلق بالتحقيقات، فقد تم فتح ملف قضائي لكشف جميع ملابسات هذه القضية، حيث يواصل المحققون البحث في تفاصيل شبكة التهريب وتحديد باقي المتورطين في القضية. كما يتم فحص الروابط المحتملة لهذه الشبكة مع شبكات تهريب أخرى تعمل على مستوى إقليمي ودولي، في خطوة تهدف إلى ضرب هذه الأنشطة الإجرامية من جذورها.

التحقيقات تتزامن مع تعزيز التعاون بين السلطات المغربية ونظيراتها في بلدان أخرى لمكافحة تهريب المخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وهي أحد الأولويات الأمنية الكبرى في المنطقة.

تعد منطقة الكركارات نقطة عبور حيوية بين المغرب ودول إفريقيا جنوب الصحراء، وهو ما يجعلها محط أنظار شبكات تهريب المخدرات. المعبر يعتبر أحد النقاط التي تشهد حركة كبيرة للبضائع والمسافرين، مما يفرض تحديات كبيرة على الأجهزة الأمنية في رصد محاولات التهريب.

ورغم هذه التحديات، تؤكد العملية الأخيرة على استعداد السلطات المغربية لمواجهة هذه المخاطر، حيث تواصل تعزيز إجراءات المراقبة الحدودية، وتستثمر في تطوير تقنيات التفتيش، مما ساعد في كشف شحنة الكوكايين المهربة.

وتندرج هذه العملية ضمن جهود المغرب المستمرة لمكافحة تهريب المخدرات والجريمة المنظمة. فقد سبق أن أظهرت عدة عمليات أمنية ناجحة في السنوات الماضية، قدرة عالية على التصدي لهذه الأنشطة، وهو ما يبرز التزام المغرب الثابت في الحفاظ على أمنه الداخلي، وكذا دوره البارز في التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الجريمة العابرة للحدود.

ويعد هذا النجاح الجديد بمثابة رسالة قوية إلى الشبكات الإجرامية التي تسعى لاستغلال الثغرات الحدودية لنقل المخدرات إلى أسواق جديدة، سواء داخل المغرب أو في دول أخرى.

في الختام، يعكس هذا الإنجاز الأمني الكبير الجهود المتواصلة التي تبذلها السلطات المغربية لمكافحة التهريب الدولي للمخدرات، وضمان أمن حدودها في مواجهة التحديات المتزايدة. كما أن هذه العملية تبرهن على فعالية التعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، وتسلط الضوء على أهمية اليقظة المستمرة في التصدي لأنشطة التهريب العابرة للحدود.