المغرب: اتفاقيات جديدة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والجامعة الوطنية للأندية السينمائية لتعزيز الثقافة السينمائية في المؤسسات التعليمية.

الوطن24/ الرباط
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الثقافة الفنية والفكرية بين التلاميذ في المغرب، عقدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، يوم الجمعة 29 نونبر 2024، الدورة العادية لمجلسها الإداري لسنة 2024، وذلك بحضور السيد محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وشهدت الدورة توقيع 9 اتفاقيات شراكة مع مؤسسات المجتمع المدني، كان من أبرزها الاتفاقية مع الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، التي تهدف إلى تنمية ونشر الثقافة السينمائية بالمؤسسات التعليمية في المغرب.
تعتبر هذه الشراكة امتدادًا لديناميكية أكاديمية الرباط-سلا-القنيطرة في مجال تعزيز الأنشطة الثقافية داخل المؤسسات التعليمية، وتواكب الشراكة السابقة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل المتعلقة ببرنامج “قاعات س”. الاتفاقية الجديدة تمثل نقطة تحول في دمج الثقافة السينمائية ضمن البرامج التربوية، مع التركيز على أهمية السينما كأداة لتثقيف الأجيال الجديدة في المغرب.
أهداف استراتيجية لتطوير المشهد الثقافي السينمائي في المدارس المغربية
تسعى الاتفاقية بين الأكاديمية الجهوية والجامعة الوطنية للأندية السينمائية إلى تحقيق عدة أهداف هامة، من بينها تشجيع ودعم تأسيس أندية سينمائية في المؤسسات التعليمية المغربية. هذه الأندية ستوفر بيئة خصبة للتلاميذ لاستكشاف عالم السينما والفن السابع، مما يعزز قدراتهم النقدية والإبداعية.
من جانب آخر، تركز الاتفاقية على تقوية تقنية المشاهدة السينمائية بين التلميذات والتلاميذ في المغرب، وتوفير فرص لمشاهدات سينمائية مرفقة بتثقيف فكري وجمالي وفني وتقني متكامل. هذه المبادرة ستكون لها انعكاسات إيجابية على طريقة تفكير الشباب وتفاعلهم مع الأفكار والرؤى المختلفة التي تتناولها الأفلام السينمائية.
ورشات تكوينية وتنمية المهارات السينمائية في المدارس المغربية
كذلك، تضمن الاتفاقية تنظيم ورشات تكوينية لفائدة التلاميذ والمنشطين للأندية السينمائية المدرسية. هذه الورشات ستكون فرصة لتمكين التلاميذ من تعلم أصول ومهارات السينما، مثل الإخراج، التصوير، والتحليل الفني للأفلام. كما ستمكن هذه التكوينات الشباب من اكتساب مهارات تقنيات التفكير النقدي والتعبير الفني.
فرص الوصول إلى قاعات السينما والمشاركة في العروض في المغرب
من أبرز ما تحتويه الاتفاقية هو توفير فرص لتلاميذ الجهة للاستفادة من العروض السينمائية في قاعات “س” التي تقدمها الأندية السينمائية. هذه الفرصة ستسمح للتلاميذ بالاطلاع على مجموعة متنوعة من الأفلام الوطنية والعالمية، ومناقشتها مع أقرانهم والمنشطين، مما يعزز من وعيهم الثقافي والفني. كما سيتمكن التلاميذ من الاستفادة من تذاكر مخفضة لمتابعة العروض السينمائية الأخرى، مما يجعل الثقافة السينمائية أكثر إتاحة للجميع.
التوجه نحو أفق ثقافي مشرق في المغرب
تعد هذه الاتفاقية خطوة مهمة في تطوير المشهد الثقافي في المغرب، خاصة في ما يتعلق بالسينما. إذ أنها ليست مجرد فرصة لتحسين التعليم السينمائي داخل المؤسسات التعليمية، بل هي جزء من رؤية شاملة لتعزيز الثقافة في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية. فالمغرب، الذي يمتلك تاريخًا طويلًا في الإنتاج السينمائي، يسعى إلى ترسيخ الثقافة السينمائية في أذهان الأجيال القادمة كجزء من الهوية الوطنية.
إن هذه الشراكة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والجامعة الوطنية للأندية السينمائية تمثل نموذجًا يحتذى به في التعاون بين المؤسسات التعليمية والثقافية في المغرب. ومع تزايد الإقبال على الأنشطة الثقافية والتعليمية من جانب الشباب، فإن هذا التعاون يعزز من فهمهم وإدراكهم لأهمية السينما كأداة فكرية وفنية.
ختامًا، تعتبر هذه الاتفاقية بمثابة إضافة حيوية للقطاع التعليمي والثقافي في المغرب، وتشير إلى عزم الدولة على تطوير برامج تنموية ثقافية تهدف إلى تحسين التعليم وتعزيز الثقافة الوطنية من خلال السينما والفن.