المغرب: الحركة الشعبية تفاجئ المعارضة وتمنح الأغلبية انتصارًا برلمانيًا غير مسبوق.

شهد البرلمان المغربي، صباح اليوم، لحظة سياسية غير مسبوقة بعد تصويت الفريق الحركي لصالح قانون الإضراب، في خطوة هزّت توازنات المعارضة وعزّزت موقف الأغلبية الحكومية. المفاجأة لم تكن فقط في الاصطفاف غير المتوقع لحزب الحركة الشعبية، بل أيضًا في السجال الحاد الذي اندلع بين إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي، والفريق الاشتراكي المعارض.

التصويت على قانون الإضراب في المغرب جاء في يوم إضراب، وهو ما أضفى على الجلسة طابعًا استثنائيًا. الفريق الحركي، الذي يُفترض أنه في صفوف المعارضة، اختار دعم القانون، مخالفًا بذلك الموقف التقليدي للمعارضة الاتحادية، التي وجدت نفسها في عزلة نسبية بعد هذا التحول المفاجئ.

إدريس السنتيسي، المعروف بمواقفه الجريئة، لم يكتفِ بتأييد القانون، بل وجه انتقادات لاذعة للفريق الاشتراكي المعارض، متهمًا إياه بالتناقض في مواقفه. وعند انتهائه من مداخلته، ختمها بعبارة ساخرة: “أضرب وقيس”، في إشارة واضحة إلى أن الإضراب لن يؤثر على مسار التشريع الذي اتخذ طريقه نحو المصادقة النهائية.

تصويت الحركة الشعبية إلى جانب الأغلبية الحكومية يطرح عدة تساؤلات حول موقعها الفعلي في المشهد السياسي المغربي. فهل يتعلق الأمر بموقف معزول فرضته ظروف اللحظة، أم أن الحزب بات أقرب إلى الحكومة منه إلى المعارضة؟ وهل يمكن اعتبار هذه الخطوة بداية لإعادة تشكيل الخارطة السياسية داخل البرلمان المغربي؟

في كل الأحوال، ما حدث اليوم يكشف عن تصدعات داخل صفوف المعارضة في المغرب، التي أصبحت أكثر تشتتًا بعد هذا الموقف غير المتوقع للحركة الشعبية. كما أنه يمثل انتصارًا سياسيًا مهمًا للحكومة المغربية، التي تمكنت من تمرير قانون الإضراب بدعم أوسع مما كان متوقعًا، في مشهد لم يشهد له البرلمان المغربي مثيلًا من قبل.