المغرب: العدالة تنتصر لخديجة “مولات 88 غرزة”.. والمحكمة تصدم المعتدي بحكم قاسٍ

الوطن24 / القنيطرة
في لحظة حبست أنفاس الحاضرين داخل قاعة محكمة الاستئناف بمدينة القنيطرة، صدحت هيئة الحكم بقرار تاريخي أعاد الأمل للضحايا وأعاد شيئاً من الكرامة للشيخة خديجة، المعروفة في الأوساط الشعبية بلقب “مولات 88 غرزة”، بعدما قضت المحكمة بسجن المعتدي لمدة سنتين ونصف حبسا نافذا، وتعويض مالي قدره 20 مليون سنتيم لفائدة الضحية، اعترافاً بحجم الأذى الجسدي والنفسي الذي لحق بها.
القضية التي أثارت ضجة واسعة داخل المغرب وخارجه، بدأت قبل أشهر، حين تعرضت خديجة لاعتداء بشع في وجهها باستعمال أداة حادة، تسبب في تشويه خطير تطلب خياطته بـ88 غرزة، حسب ما أكدته الشهادة الطبية التي حددت العجز في 35 يوماً.
الاعتداء لم يكن فقط محاولة لإسكات صوت امرأة شعبية، بل جريمة صادمة هزت وجدان المغاربة، وتحولت إلى قضية رأي عام حقيقية.
الصدمة لم تتوقف عند الجريمة، بل تضاعفت عندما أصدرت المحكمة الابتدائية بمشرع بلقصيري حكماً أولياً وصف بـ”المخجل”، أدان الجاني بشهرين فقط من الحبس النافذ وغرامة 300 درهم، ما دفع خديجة إلى الظهور في فيديو مؤثر وهي تذرف الدموع، وتقول: “تحطمت مرتين.. مرة بالضرب، ومرة بالحكم.”
لكن خديجة لم تستسلم، بل واصلت معركتها القانونية بتحدٍّ نادر، حتى أعاد القضاء اليوم الاعتبار لها، في مشهد امتزجت فيه الدموع بالتصفيق، والإنصاف بالدموع. وقالت خديجة، عقب الحكم، والفرحة تعلو محياها المشوّه: “اليوم فقط حسّيت أن بلادي ما ضيعاتنيش.”
وجاء هذا الحكم بعد تحريات دقيقة باشرتها عناصر الدرك الملكي بدار الكداري، التي سارعت إلى توقيف المشتبه فيه فور تلقي الشكاية، لتُحال القضية على أنظار النيابة العامة ومنها إلى المحكمة، في مسار قضائي تابعته وسائل الإعلام الوطنية والدولية عن كثب.
الحقوقيون والمهتمون اعتبروا الحكم خطوة جريئة ورسالة واضحة مفادها أن العنف ضد النساء لن يُقابل بالتسامح، وأن العدالة المغربية بدأت ترفع صوتها ضد المعتدين.
الشيخة خديجة، التي تحوّلت إلى أيقونة للمرأة المغربية المناضلة، لا تزال تضع يدها على وجهها المصاب، لكن هذه المرة ليس لإخفاء الألم، بل لاحتضان العدالة التي جاءت متأخرة.. لكنها جاءت.