المغرب: برنامج “العرائش مبادرة ” أم برنامج ” عرائش العهارة “؟
الوطن 24/ بقلم: عبد القادر العفسي
برنامج ” العرائش مبادرة ” هو برنامج لتشغيل الشباب و منحهم فرصة ” أخذ المبادرة “، لكن هذا البرنامج يُسائل المكلفين به وعلى رأسهم الشبح الفاعل الحقيقي أحد قدماء اليساريين الذين التحقوا بالبرجوازية الكومبرادورية حول نشر قائمة المستفيدين، وعن ضعف الرقابة لاسترجاع الأموال، بل وأكثر من ذلك هو تحول هذا البرنامج إلى وسيلة لتبذير المال العام و توزيعه على الأحباب والأقارب في تحد للتوجهات العامة للدولة و في تصميم غريب لتأكيد التأكيد للشعب وللشباب أن الفساد هو الخيار الوحيد و الأوحد لنخب فرضت نفسها على المدينة والاقليم بمنطق برغماتي صِرف تجاوز منطق تبذير المال العام إلى نهبه والاثراء بلا سبب عبر تفريغ برامج وتوجهات الدولة من محتواها مع الحفاظ على الشكليات وتجاهل المضمون الذي خُلقت لبلوغه ألا وهو: رفع التهميش والاقصاء الذي طال شبيبة هذه المدينة والاقليم من ذوي الحقوق والمعينين بهذه البرامج، فإذا كانت الدولة اليوم تسعى إلى اجتيتات منابع التطرف والفقر فان هؤلاء بأفعالهم يدفعون ثروة الوطن الحقيقية دفعا إلى أحضان الكُفر بالوطن وتكفير الدولة بكل مؤسساتها.
فهل هذه السلوكيات تُعبر حقا عن ” أصالتنا “؟ وهل المسؤولين عن هذا البرنامج لا يستطعون “معاصرتنا واشتراكنا وتجميعنا ” إلا من خلال تبخيس كل ما تحاول الدولة وقواها الحية القيام به ورمي كل الأثاث الحداثي والتقدم في مزبلة التاريخ! أم أنها كما عهد سكان هذه المدينة خاصة والاقليم عامة وزيعة سياسية تخضع لمنطق الحزب والقبيلة والمريدين بل أبشع من ذلك فالأمر أصبح قِوادة مكشوفة قوامها الابتزاز ومنطقها من يدفع أكثر؟ فهل فعلا هؤلاء ينصتون لما يقول رأس الدولة مرارا و تكرارا أن هذا الوطن لن تقوم له قائمة إلا بإحقاق الحق عبر ربط المسؤولية بالمحاسبة و الضرب بيد من حديد على كل من سوّلت له نفسه أن يتلاعب بمستقبل وأحلام الوطن، واعطائه لأصحابه بعيدا عن خوريزميات الريع والحسابات الانتخابوية الضيقة والنزوات المنحرفة للبعض خصوصا أننا على أبواب انتخابات تتميز بأنها جاءت في ظرفية صعبة مسبوقة بأزمة ثقة بل أفولها بين (النخب) سواء بمؤسسات الدولة والفاعلين السياسيين وبين المواطنين بالتالي لها تبعات اقتصادية و اجتماعية على البلد، وهو الأمر الذي سيترتب عنه حتما انعكاسات أمنية وسياسية قد لا تحمد عقباها، فهذه الافعال وسابقاتها تغذي الاحتقان الاجتماعي الذي يعيشه الاقليم على امتداد جغرافيته وتناقضاته المجالية والتنموية منذ سنوات من استيلاء هؤلاء ( أشباه النخب) على كل المقدرَات منذ ما يناهز ثلاثة عقود و نيف .
إنّ المغاربة عندما قالوا: ” المَالْ السَايْبْ كِي يْعَلمْ سْرْقَة ” كانوا يًشيرون من بعيد إلى سبب من أسباب عديدة تكون لها مسؤولية كبير في انهيار الدولة والأمم:
_ وَاشْ ما كاتْعَرفْوشي دِيرو شِي حَاجَة نْقٌية! غِيِرْ تْخَرْبِيقْ …!
_ اوا دَبا عان دِوْ ديكْ 8 مليون حتَا حْنَا!
_ و ْلاَ نْقولها ” الملك “! عان نْقولولو: شْكُونْ سْتَافْدْ؟ وْعلاَشْ سْتَافْد؟ وْشْنو دار بالاستفادة؟
_ الُهْمْ عانْ نْقولها ” الملك ” عان نْقولوها لو وَخَا تْعْطِوْنا ديك 8 مليون! حِيِتْ مَا كانقدروشِي نكدبُوعْليه كِفْحَالْكُمْ.