المغرب: تأجيل الاحتفاء بموسم “فاتح يوليوز” للولي الصالح مولاي عبد السلام ابن مشيش دفين جبل العلم.

الوطن 24/ كادم بوطيب

توافقت هذه السنة الذكرى والموسم الكبير “فاتح يوليوز” للقطب الرباني مولاي عبد السلام ابن مشيش قدس الله سره مع الاحتفاء بالأيام المباركة لعيد الأضحى السعيد أهله الله على مولانا أمير المؤمنين بموفور الصحة والعافية والهناء، وعلى الأمة جمعاء.

وبهذه المناسبة، أفاد السيد نبيل بركة، ممثل الشرفاء العلميين وأتباع الطريقة المشيشية الشاذلية، في بلاغ رسمي له أنه سيتم الاحتفاء بموسم فاتح يوليوز يوم السبت 15 يوليوز المقبل بضريح القطب مولانا عبد السلام ابن مشيش، وهي دعوة يقول السيد نبيل بركة للشرفاء العلميين من مختلف الأقطار واتباع المشيشية الشاذلية والمنتسبين والزوار ومحبي المقام الكريم للاحتفاء بهذه الذكرى الغالية بالضريح المبارك.

وأشار السيد نبيل بركة إلى أنه سيتم الإعلان، قريبا، عبر بلاغ رسمي، عن برنامج الذكرى الروحية بكل تفاصيلها.

وللإشارة فإن إحياء الذكرى السنوية لشيخ المتصوفة، القطب الرباني مولاي عبد السلام بن مشيش، جد الشرفاء العلميين، التي دأبت على تنظيمها الطريقة المشيشية الشاذلية أيام فاتح وثاني وثالث يوليوز من كل سنة، بجبل العلم بجماعة تزورت بإقليم العرائش بما بات يعرف ب “موسم مولاي عبد السلام بن مشيش” برئاسة نقيب الشرفاء العلميين المرحوم عبد الهادي بركة طيب الله تراه.

وتتضمن فعاليات هذا المحفل الديني، الذي يحظى برعاية ملكية سامية، ويتجسد في الهبة الملكية التي يسلمها الحاجب الملكي، كل سنة إلى الشرفاء العلميين، برنامجا متنوعا يشمل سلكا من الذكر الحكيم وحلقات الذكر والصلاة المشيشية، وأمسيات من السماع والمديح النبوي الشريف وندوات فكرية ودينية في التصوف والعلوم الشرعية تتمركز حول تيمة التسامح ودوره في تحقيق الاستقرار والتنمية، كما يتضمن برنامج الاحتفال بالولي الصالح مولاي عبد السلام بن امشيش. وندوات أخرى حول المدرسة المشيشية الشادلية وخدمة الثوابت الوطنية ….. فضلا عن تنظيم معرض للمنتوجات الفلاحية والمجالية بالمنطقة.

ومن المنتظر أن تعرف دورة هذه السنة نجاحا كبيرا بحضور شيوخ ومنتسبي ومحبي الطريقة من كل أنحاء العالم والمغرب، خاصة من الأقاليم الصحراوية، حيث سيحضر شرفاء الركيبات، والعروسيين، وأهل الشيخ ماء العينين، وأولاد دليم، وأولاد تدرارين، وأيت أوسي، المنتسبين للقطب مولاي عبد السلام، سواء عبر رابطة الدم أو المصاهرة.

وحسب السيد نبيل بركة، ممثل الشرفاء العلميين لمولاي عبد السلام بن امشيش، وأحد المشرفين على هذا الموسم الناجح الذي يلفت له الأنظار كل سنة من جميع أقطاب العالم، فإن “زيارة الوفد الصحراوي غنية بدلالاتها، فأبناء الصحراء المغربية هم أحفاد القطب الرباني، مولاي عبد السلام بن مشيش، الذي ذاع صيته وتفرق نسله بالمغرب وبالخارج، وهو ما يؤكد وجود علاقات قوية بين شمال المغرب وجنوبه، تمتد إلى علاقات القرابة”.

كما تعتبر هذه الزيارة، يضيف الشريف نبيل بركة، “بمثابة صلة رحم وإحياء للروابط التاريخية بين الشمال والجنوب، وهي تجسيد لوحدة الدم بين الشرفاء المشيشيين والعلميين والأدارسة والشرفاء الصحراويين”.

وككل سنة يحج إلى جبل العلم عشرات الآلاف من الزائرين، للاحتفال بالذكرى السنوية لشيخ المتصوفة، ولا يقتصر الأمر على المريدين، فقط، بل إن عددا من رجال الدين والباحثين والعلماء من المغرب والعالم، يحجون إلى الجبل، للمشاركة في إحياء موسم مؤسس الطريقة الشاذلية، وتبادل الآراء، حول ثقافة الإسلام والوجود، حيث شهدت المواسم السابقة.

وقبل أيام من انعقاد الموسم، تبدأ أفواج الحجيج، من مختلف أقاليم المملكة ومن خارجها، بالتوافد على ضريح هذا الولي الصالح، الموجود على قمة جبل العلم بقبيلة بني عروس، استعدادا ليوم الاحتفال الأكبر، الذي سينظم هده السنة يوم الـ 15من يوليوز المقبل.

ويلعب موسم الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش، دورا مهما في لم شمل مختلف الأطياف الدينية والفكرية، وخلق التلاحم الصوفي، الذي تذوب فيه كل الفوارق، ما يؤكد إمكانية أن يلعب هذا اللقاء الروحي دورا كبيرا في مجال حوار الحضارات، من خلال الحضور اللافت للعديد من الشخصيات الفكرية والدينية من مختلف القارات.

فالطريقة المشيشية الشاذلية مدرسة نموذجية في قيم الانفتاح، والاعتدال، والتسامح، والحوار البناء بين مختلف الباحثين عن السلم الداخلي، وعن الخلاص الروحي في زمن طغيان تيارات التطرف الديني، والتهافت المادي.

فالتلاحم الصوفي، الذي تذوب فيه كل الفوارق، ما يؤكد إمكانية أن يلعب هذا اللقاء الروحي دورا كبيرا في مجال حوار الحضارات، من خلال الحضور اللافت للعديد من الشخصيات الفكرية والدينية من مختلف القارات.

فالخصوصية الدينية التي يتمتع بها موسم الزاوية المشيشية مكنته من لعب دور بارز في التقاء الحضارات، وفي كل سنة ينكب الحاضرون، على طرح مواضيع للنقاش، وخلق جو من التسامح قلما نشهد مثيلا له في مكان آخر، ما يؤكد أن المناسبات الدينية، يمكن أن تكون فرصة سانحة لتحقيق التصالح وقيم الانفتاح وروح التسامح بين الديانات والتعايش بين الحضارات، وهي الرسالة التي حملها المغرب، منذ الأزل، ويتعين إيصالها إلى الأجيال المقبلة.