المغرب: توظيف بلهيسي في طنجة: تهميش للكفاءات المحلية أم خيار استراتيجي؟

الوطن24/ طنجة
في خطوة مثيرة للجدل، قرر عمدة طنجة توظيف الصحافي يوسف بلهيسي في إطار استراتيجيته لإعادة توازن التواصل السياسي والإعلامي في المدينة. جاء هذا التعيين بعد سلسلة من الانتقادات التي طالت العمدة من قبل عدد من أعضاء المجلس الجماعي، في محاولة لوضع استراتيجية تواصلية قد تكون حاسمة في تدبير الشأن المحلي. ولكن، هل هذا الخيار يعد تهميشًا للكفاءات المحلية، أم هو مجرد خيار استراتيجي لتحسين التواصل مع الرأي العام؟
التحديات التي تنتظر بلهيسي
يوسف بلهيسي، الذي أصبح يشغل منصب المسؤول عن “الظهور الإعلامي” للعمدة المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، يواجه تحديات كبيرة. فدور الصحافي السابق لم يكن مجرد إدارة للظهور الإعلامي، بل يتطلب تنسيقًا حذرًا مع مختلف الأطراف السياسية، التي تظهر بشكل دوري خلافات وصراعات قد تؤثر على سير العمل داخل المجلس الجماعي.
وإذا كانت المهمة تبدو محفوفة بالصعوبات، فإن بلهيسي، الذي دخل عالم الإعلام بعد مغادرته لقناة “ميدي1 تيفي”، يواجه تحديًا مزدوجًا. من جهة، سيتعين عليه التعامل مع التوترات السياسية في المدينة، ومن جهة أخرى، عليه أن يواجه “الهجمات الإعلامية” التي قد تتجه نحو العمدة من مختلف الأطراف.
هل هو تهميش للكفاءات المحلية؟
إحدى الانتقادات التي واجهها هذا التوظيف تكمن في أن يوسف بلهيسي لا ينحدر من طنجة، وبالتالي يعتبر البعض أن هذا التعيين قد يكون بمثابة تهميش للكفاءات المحلية التي تتمتع بخبرة ومعرفة معمقة في تدبير الشأن المحلي. فطنجة، التي تعرف تطورًا سريعًا في مجال العمران والاقتصاد، تحتاج إلى نهج شامل ومتعدد الأبعاد في تسيير شؤونها، وهو ما قد يكون من الصعب على أي شخص غير متجذر في الواقع المحلي أن يقدمه بالشكل المطلوب.
الخيار الاستراتيجي للعمدة
من جهة أخرى، قد يرى العمدة في تعيين بلهيسي خيارًا استراتيجيًا يرمي إلى تجديد الخطاب الإعلامي ورفع صورة المجلس الجماعي لدى الرأي العام. بلهيسي، الذي عمل في مجالات عدة مثل مديرية التواصل في مندوبية حقوق الإنسان، بالإضافة إلى مشاركاته الإعلامية على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، يمتلك شبكة من العلاقات وقدرة على التفاعل مع مختلف وسائل الإعلام. هذه الخبرة قد تكون ضرورية في وقت تشهد فيه طنجة تحديات سياسية وإعلامية كبيرة.
التحدي الإعلامي والسياسي
لقد أصبح العمدة في الآونة الأخيرة هدفًا لوسائل الإعلام الوطنية والمحلية، حيث تم تداول عدة اتهامات خطيرة تمس سمعة المجالس المحلية في المغرب. وهذا يفرض على بلهيسي، الذي تولى مهمته الإعلامية في وقت حساس، تحديات مضاعفة. فإلى جانب إدارة الصورة الإعلامية للعمدة، عليه أن يكون حذرًا في التعامل مع صراعات وتناقضات قد تبرز داخل المجلس الجماعي.
الختام
هل توظيف يوسف بلهيسي في طنجة يعد خطوة استراتيجية لإعادة بناء التواصل المحلي، أم أنه مجرد محاولة للتغطية على مشكلات داخلية في تسيير الشأن العام؟ مهما كانت الإجابة، فإن التحديات التي ستواجه بلهيسي لا تقتصر فقط على إدارة التواصل الإعلامي، بل تتعلق أيضًا بكيفية التعامل مع الوضع السياسي المحلي المثير للجدل في طنجة والمغرب بشكل عام. في نهاية المطاف، سيكون الوقت كفيلًا بالكشف عن ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستنجح في تحسين الوضع الإعلامي في المدينة أم ستضاف إلى سلسلة من الأزمات التي يواجهها المجلس الجماعي في المدينة.