مأساة زكرياء رضوان تثير الجدل حول قضية إعادة جثامين المغاربة العالقين في الجزائر

تُعيد مأساة الشاب المغربي زكرياء رضوان، المولود في مدينة المضيق، إلى الواجهة قضية إعادة جثامين المغاربة العالقين في الجزائر، حيث تتحول مصائرهم إلى أدوات ضغط سياسي بين البلدين. منذ أبريل الماضي، يرقد جثمان زكرياء في أحد المشارح الجزائرية، بينما تتجاهل السلطات الجزائرية النداءات المتكررة التي أطلقتها أسرته.

في 9 مارس 2024، قرر زكرياء عبور البحر نحو مدينة سبتة بحثًا عن حياة أفضل، لكنه غرق في المياه قبالة السواحل الجزائرية، لينتهي مصيره بشكل مأساوي. منذ ذلك الحين، تطالب عائلته بإعادة جثمانه إلى وطنه، ولكن السلطات الجزائرية لم تستجب لتلك المطالب.

قضية زكرياء تجسد واحدة من مئات القصص المأساوية للمهاجرين المغاربة الذين يحاولون البحث عن حياة أفضل عبر البحر. لكن ما يجعل هذه القضية أكثر تعقيدًا هو تحوّلها إلى قضية سياسية بين المغرب والجزائر. حيث تأتي في وقت حساس يتسم بالتوترات السياسية بين البلدين، وهو ما يعقد من إمكانية حل هذه القضية بشكل إنساني بعيدًا عن الاعتبارات السياسية.

بالإضافة إلى المعاناة النفسية الكبيرة التي تعيشها أسرة زكرياء بفقدان ابنها، تعيش الأسرة أيضًا في حالة من القلق المستمر بسبب تعثر عملية إعادة جثمانه إلى المغرب. هذا الموقف يطرح تساؤلات عديدة حول كيفية التعامل مع هذه القضايا الإنسانية في وقت تكون فيه السياسة هي السائدة.

تستمر مأساة زكرياء رضوان في تسليط الضوء على واقع مرير يعيشه المهاجرون المغاربة، وتُظهر كيف تتحول قضايا إنسانية إلى موضوعات سياسية قد تُطيل معاناة الأسر. يبقى السؤال المطروح: هل يمكن تجاوز هذه القضايا الإنسانية بعيدًا عن التجاذبات السياسية، والتركيز على توفير حلول تكرم الكرامة الإنسانية لجميع الأطراف؟