المغرب: حكاية مدينتين وتبادل ثقافي بين طنجة وجبل طارق عبر المعرض التشكيلي

الوطن24/ كادم بوطيب – حنان البحري
احتضنت مدينة طنجة المغربية، المعروفة بعراقتها الثقافية وموقعها الجغرافي الفريد، معرضاً تشكيلياً دولياً تحت عنوان “حكاية مدينتين: التبادل الثقافي بين طنجة وجبل طارق”، وذلك برواق KENT، في إطار سلسلة مبادرات تعزز الروابط الإنسانية والثقافية بين المغرب وجبل طارق.

تميز افتتاح المعرض بحضور شخصيات بارزة من عالم الفن والثقافة، إضافة إلى نخبة من الأدباء، الإعلاميين، رجال الأعمال، وممثلي السلك الدبلوماسي، إلى جانب حضور الشريفة لالة مليكة العلوي، في جو احتفالي يعكس روح الانفتاح والتنوع التي تتميز بها المملكة المغربية.

نُظم الحدث بتنسيق بين رواق KENT بطنجة وخدمات جبل طارق الثقافية، نيابة عن وزارة الثقافة، وبشراكة مع مؤسسة JM التذكارية، ليجمع أعمال سبعة فنانين جبلطارقيين بارزين، من بينهم مونيكا بوبهام الحائزة على جائزة “سكاي آرتس”، إلى جانب آرون سوليسي، أمبروز أفيلانو، جين لانغدون، كارل أولجر، ليزلي غادوزو، ومارك مونتوفيو. وقد عكست الأعمال المعروضة مزيجاً فنياً غنياً من اللوحات الزيتية، النحت، المنسوجات، الخشب، والمعدن، مسلطة الضوء على مواضيع الهوية والانتماء والتاريخ.

وأكدت السيدة عزيزة العراقي، مديرة رواق KENT، أن هذا الحدث يشكل بداية لسلسلة طويلة من الفعاليات الثقافية التي تهدف إلى خلق جسور مستدامة بين طنجة وجبل طارق، قائلة: “نطمح إلى توسيع نطاق هذه المبادرة لتشمل مجالات أخرى كالموسيقى، الأدب، والصناعات الإبداعية، بما يعزز التنمية المشتركة والتبادل الثقافي المثمر بين المغرب وجيرانه.”

من جانبه، أبرز Mark Montovio، المسؤول عن العلاقات التعليمية والثقافية بجبل طارق، أهمية المعرض في إرساء حوار فني مفتوح، وخلق مساحة لتلاقي الأفكار والتجارب، داعياً إلى دعم المواهب الصاعدة في كلا البلدين، وتنمية الوعي الثقافي المشترك.
أما Davina Barbara، المسؤولة بوزارة الثقافة في جبل طارق، فأشادت بالاستقبال المغربي الدافئ، معتبرة أن الفن أداة فعالة لتعزيز التفاهم وتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.

وفي السياق ذاته، ثمّن Steven Marin، ممثل جمعية رجال الأعمال المغرب – جبل طارق، هذه المبادرة الفنية الراقية، مشيراً إلى أن طنجة وجبل طارق يجمعهما تاريخ عريق من التبادل الحضاري، وأن مثل هذه المعارض تعيد إحياء هذه الروابط في قالب معاصر يخدم التقارب الاقتصادي والثقافي.

الإعلامي سعيد كوبريت، رئيس بيت الصحافة بالمغرب، أكد أن هذا المعرض يُعد تجسيداً واقعياً للتلاقح الحضاري بين ضفتي المتوسط، داعياً إلى تحويل مثل هذه المبادرات إلى مشاريع دائمة تسهم في تقوية العلاقات السياحية والثقافية والاقتصادية بين المغرب وجبل طارق.

وتتواصل فعاليات المعرض على مدى عدة أيام، متضمنة ورشات عمل ولقاءات أدبية وفنية، تمنح الزوار فرصة التفاعل مع الفنانين واكتشاف تقنيات وأساليب فنية مختلفة، في تجربة بصرية وحوارية تكرّس قيم الانفتاح والعيش المشترك، وتعزز من مكانة المغرب كجسر فني وثقافي بين إفريقيا وأوروبا.


