المغرب خسر لقباً… فهل سنخسر ما هو أكبر؟

الوطن24/ بقلم: عبد الهادي العسلة
ما حدث في نهائي كأس إفريقيا لأقل من 20 سنة ليس مجرد خسارة رياضية عابرة، بل صفعة مدوية أيقظت الشارع الرياضي المغربي من وهم الانتصارات العابرة، وأعادت طرح السؤال الجوهري: هل نحن فعلاً مستعدون لتنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030؟
المنتخب المغربي الشاب قدم مستويات محترمة طيلة الدورة، لكن بمجرد وصوله إلى المحك الحقيقي – النهائي – انهار أمام منتخب جنوب إفريقيا، تقنياً وذهنياً. وهذا يعكس خللاً عميقاً لا يمكن أن نغطيه بشعارات الإنجاز ولا بلقطات الحلم الذي عشناه في قطر. كفى من الحديث عن الماضي، فالتاريخ لا يعيد نفسه عندما تغيب الإرادة والعقلانية.
من المسؤول؟
المسؤولية لا يتحملها اللاعبون وحدهم، بل تمتد إلى كل من له موقع قرار داخل المنظومة الكروية الوطنية:
من المدربين والمكونين، إلى الجامعة، إلى وزارة الرياضة، إلى الإعلام الذي غالباً ما يساهم في تضخيم الانتصارات وتجميل الإخفاقات.
الرياضة ليست تسويقاً فقط، بل هي مشروع وطني متكامل، له رؤية واضحة وأهداف واقعية، وليس مجرد “هالة” من الإنجازات المرحلية.
المغرب مُقبل على تنظيم أكبر تظاهرتين كرويتين في القارة والعالم.
فهل نستعد لهما بالعقل والعمل؟ أم ننتظر أن تعرينا فضيحة تنظيمية أو إخفاق جديد أمام أنظار العالم؟
حان الوقت لأن نُسمي الأشياء بمسمياتها:
- نحن نعاني من ضعف في التكوين القاعدي.
- نحن نغرق في التلميع الإعلامي عوض التحليل والتقييم.
- نحن نفتقد إلى الجرأة في محاسبة من لا يؤدي مهامه كما يجب.
- ونحن نُدير كرة القدم في كثير من الأحيان بمنطق “البهرجة” لا بمنطق “الحكامة”.
خلاصة القول:
نحتاج لوقفة تأمل جماعية، لا يُقصى منها أحد. لا أحد فوق النقد، ولا مشروع وطني ينجح بدون رؤية جماعية.
والوطن 24 تَعِد قراءها أنها ستعود لهذا الموضوع بجرأة ومسؤولية، لأن الوطن لا يُبنى بالحلم فقط، بل بالعمل الجاد ومواجهة الحقيقة.