المغرب/ سابقة: لقاء للفواكه الحمراء “التوت” بطنجة يمنع الصحافة من مواكبته… ما الذي يحدث في قطاع حيوي؟

في حادثة غير مسبوقة، شهدت مدينة طنجة إقامة لقاء خاص بالفواكه الحمراء، وبالأخص “التوت”، ولكن ما أثار الدهشة هو قرار منع الصحافة من تغطية هذا الحدث. هذا التكتم المحيط باللقاء يطرح العديد من التساؤلات حول الأهداف الحقيقية وراء تنظيمه، ويثير قلقًا واسعًا في صفوف المهتمين بالشأن الفلاحي.

وبحيث يُعتبر قطاع الفواكه الحمراء من القطاعات الحيوية في المغرب، لكنه يواجه تحديات عديدة تتطلب الشفافية والمناقشة العامة. أول الأسئلة التي تطرح نفسها هو: من يقف وراء تنظيم هذا اللقاء ولماذا تم حجب المعلومات عنه؟ هناك مخاوف من أن يكون هذا الحدث مجرد واجهة لتمرير سياسات معينة، في وقت يعاني فيه القطاع من مشاكل متعلقة باستنزاف الفرشة المائية بسبب الممارسات الزراعية المكثفة.

أيضًا، يُطرح تساؤل آخر حول تفويت أراضٍ فلاحية لأثرياء مغاربة وأجانب، مما يهدد الأمن الغذائي للبلاد. فما هي الجدوى من تخصيص أراضٍ زراعية لزراعة محاصيل معينة إذا كانت ستُفوت على حساب الفلاحين المحليين؟

يُضاف إلى ذلك الغموض الذي يكتنف رقم التواصل الموجود على ورقة الدعوة، والذي يعود لدولة الشيلي. يثير هذا الأمر الشكوك حول ما إذا كانت هناك علاقة تجارية أو تعاون بين المغرب وهذه الدولة في مجال الفواكه الحمراء، وهل يُعتبر ذلك خطوة استراتيجية أم مجرد صفقة تجارية عابرة؟

كما أن هناك قضية أخرى تعكس عمق الأزمة التي يواجهها القطاع، وهي التحذيرات التي صدرت من دول الاتحاد الأوروبي في مارس الماضي بشأن “فيروس التهاب الكبد” الذي تم اكتشافه في الفراولة المغربية. هذه التحذيرات تطرح مخاوف حقيقية بشأن سلامة المنتجات الفلاحية المغربية، فهل يسعى القائمون على هذا اللقاء إلى التكتّم على هذه المعلومات لحماية مصالحهم التجارية؟

إن كل هذه التساؤلات تستدعي ضرورة فتح تحقيق شامل حول هذا الحدث وقطاع الفواكه الحمراء بشكل عام. فالمغرب في حاجة ماسة إلى تعزيز الشفافية وضمان سلامة المستهلكين، والحفاظ على ثرواته الطبيعية. في ظل التحديات التي تواجه القطاع، يجب أن يكون هناك حوار مفتوح ومسؤول بين جميع الأطراف المعنية لضمان مستقبل مستدام وآمن لهذا القطاع الحيوي