المغرب : سباق خفي على منصب الكاتب العام بوزارة الصحة.. حاتم برقية في صدارة الترتيب

الوطن 24 / الرباط
يواصل الوزير أمين التهراوي مشاوراته من أجل تعيين كاتب عام جديد للوزارة، بعد فترة من الجمود التي أثرت على دينامية الإدارة المركزية، خاصة في ظل ما يواجهه القطاع من تحديات متزايدة.
وبحسب معطيات متداولة في كواليس الوزارة، يبرز اسم حاتم بن رقية، الصيدلاني والنائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، كأحد أبرز المرشحين لتولي هذا المنصب الاستراتيجي. ويشغل بن رقية حالياً أيضاً رئاسة جماعة سيدي علال التازي بإقليم القنيطرة، وهو ما يمنحه رصيداً سياسياً وتنظيمياً يعزز من حظوظه لتولي مهام الكاتب العام للوزارة، خاصة في ظل ما يتطلبه المنصب من قدرة على كفاءاة علمية و التجربة ادارية تمكنه من التنسيق بين مختلف المديريات و المصالح الخارجية و إلى تدبير الملفات الكبرى للقطاع.
ورغم تداول اسمه بقوة، تفيد مصادر مطلعة أن التهراوي لم يحسم بعد قراره النهائي، إذ تظل المنافسة مفتوحة أمام مرشحين آخرين، بعضهم من خارج الحزب، يتم التعامل مع ملفاتهم بكثير من الحذر والتكتم، بالنظر لحساسية المرحلة وما يفرضه المنصب من كفاءة ونزاهة ومهنية عالية.
ويأتي هذا الحراك الإداري في وقت تُطرح فيه بقوة إشكالية إصلاح المنظومة الصحية الوطنية، والتي تقتضي الدفع بكفاءات جديدة قادرة على ترجمة التوجيهات الملكية السامية وتنزيل الأوراش الكبرى، خاصة ما يتعلق بتعميم التغطية الصحية، وتوسيع العرض الصحي، وتأهيل المستشفيات، وتحسين ظروف اشتغال الأطقم الطبية، وسد الخصاص في الموارد البشرية.
وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر من داخل الوزارة أن الكاتب العام المقبل لن يكون سوى أول خطوة ضمن تحريك أوسع مرتقب لباقي المسؤولين المركزيين والجهويين و مدراء ، بهدف تجاوز الاختلالات البنيوية التي تعرفها بعض المديريات و المؤسسة الاجتماعية ، ضمان لحكامة أفضل وتدبير عقلاني للموارد والبرامج.
ويُسجل العديد من الفاعلين وجود مظاهر اختلال واضحة داخل بعض مصالح الوزارة، من قبيل استغلال غير مبرر للامتيازات الإدارية، خصوصاً في ما يتعلق بالسيارات والمنافع المرتبطة بالوظيفة، و كذلك في بعض المباريات المهنية و كذا فيما يتعلق تعيين في بعض المراكز الصحية و المستشفيات ، وهو ما يُعزز الحاجة إلى إسناد مناصب المسؤولية لكفاءات جديدة مشهود لها بالنزاهة والجدية، قادرة على المساهمة في بناء نموذج صحي فعال وعادل.
وفي انتظار الإعلان الرسمي عن اسم الكاتب العام الجديد، تسود حالة من الترقب داخل وزارة الصحة، حيث يُعوّل على هذا التعيين كمنطلق لتحول نوعي في منهجية التدبير، ولإطلاق دينامية جديدة تكون في مستوى تطلعات المواطنين وانتظارات المهنيين داخل القطاع .