المغرب/ عندما تتحول المنابر الإعلامية إلى منصة لنجوم التفاهة: أين النقاش الجاد حول التعليم والصحة والسكن؟

في الوقت الذي يعاني فيه المواطن المغربي البسيط من أزمة حادة في التعليم العمومي المتردي، ونظام صحي يعاني من نقص في التجهيزات الطبية، ومعضلة سكن غير لائق بأسعار خيالية لا تتماشى مع أجور أغلبية الشعب، تجد وسائل الإعلام تفتح أبوابها على مصراعيها لنجوم التفاهة، وكأن مشاكل الوطن لا تستحق تسليط الضوء عليها!

السؤال الذي يطرحه الجميع: ماذا تريد الصحافة أن تسمع من هؤلاء المستضافين؟ هل ستسمع منهم حلولًا لتحسين مستوى التعليم العمومي؟ أم خططًا لتطوير قطاع الصحة الذي أصبح يعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية؟ هل سيأتي هؤلاء النجوم بحلول لتوفير سكن لائق يحفظ كرامة الإنسان، بأسعار معقولة تتماشى مع القدرة الشرائية المتدنية للمواطن البسيط الذي يكافح لتأمين أبسط متطلبات الحياة؟

الإعلام، الذي من المفترض أن يكون عين المجتمع ولسانه، أصبح منصباً على تقديم الترفيه السطحي على حساب القضايا الجدية. نجوم التفاهة أصبحوا ضيوفًا دائمين على القنوات والمنصات الإعلامية، يتحدثون عن أمور بعيدة كل البعد عن هموم الشعب، بينما تُهمش الأصوات الحقيقية التي تطرح الحلول وتدعو إلى التغيير. هؤلاء يتلقون التغطية الإعلامية الواسعة والاهتمام، في حين تظل القضايا الأكثر إلحاحًا، مثل التعليم، الصحة، والسكن، بلا منبر أو اهتمام يُذكر.

والأسوأ من ذلك أن هؤلاء “النجوم” يجدون الترحيب الدائم أينما حلّوا، بينما يُترك المواطن الذي بالكاد يكفيه دخله البسيط لتسديد فواتير الحياة، يبحث عن حل في ظل تجاهل تام من الجهات التي يفترض بها أن تدافع عن حقوقه وتنقل صوته.

ألا يستحق هذا الوطن الغالي نقاشًا جادًا حول مستقبل أجياله؟ ألا يستحق المواطن البسيط، الذي يسدد ضرائب حياته اليومية من عرق جبينه، أن يجد حلولًا لمشاكله بدلًا من أن يُشاهد عروض التفاهة تسيطر على الإعلام؟

الإجابة عن هذه الأسئلة تكمن في رغبتنا جميعًا في رؤية إعلام يقدم المضمون الحقيقي، لا التفاهة الملمّعة. إعلام يناقش مشاكل التعليم، الصحة، والسكن ويبحث عن حلول فعلية. فإلى متى سيبقى الإعلام المغربي رهينة لهذا النوع من المحتوى السطحي؟ وإلى متى سيبقى المواطن بدون صوت في معركة الكرامة والحياة؟