المغرب: منصف اليملاحي الملقب بولد العرايشية يرفع التحدي.. “لن أتخلى عن سوق الأربعاء رغم الاستفزازات”.

في ظل الأوضاع المزرية التي تعيشها مدينة سوق الأربعاء الغرب بإقليم القنيطرة، خرج الشاب المغربي منصف ولد العريشي بتصريح قوي يؤكد فيه تمسكه بالدفاع عن مدينته رغم الاستفزازات والضغوطات التي يتعرض لها. منصف، الذي أصبح صوته مسموعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر سلسلة من الفيديوهات التي تفضح واقع المدينة، مسلطًا الضوء على الاختلالات التي يعاني منها السكان، من تردي البنية التحتية إلى نقص الخدمات الأساسية.

كشف الشاب عن معطيات صادمة حول الوضع في سوق الأربعاء الغرب، وهو ما لم يرق لبعض الجهات التي حاولت الضغط عليه لوقف نشر الفيديوهات. غير أن منصف رد برسالة واضحة قائلاً: “رغم الاستفزازات والضغوطات، أعدكم بأنني لن أتخلى عن مدينتي العزيزة على قلبي حتى الموت.” هذا التصريح يعكس مدى تشبث الشباب المغربي بقضايا مدنهم وحرصهم على تحسين أوضاعها.

ما تعيشه سوق الأربعاء الغرب ليس حالة فريدة، بل هو نموذج لمجموعة من المدن المغربية التي تعاني من التهميش وغياب المشاريع التنموية. فقد طالب المواطنون مرارًا بإصلاح البنية التحتية وتحسين الخدمات، لكن هذه المطالب لم تجد صدى لدى المسؤولين. ومع غياب الحلول، يتحول نشطاء مثل منصف إلى صوت الشارع، مستخدمين المنصات الرقمية لكشف المستور والمطالبة بالتغيير.

تصريحات منصف ولد العريشي تعكس حالة إحباط يعيشها العديد من الشباب المغربي، الذين يرفضون الصمت أمام الإهمال والتهميش. وأمام هذه الدينامية الجديدة، يبقى السؤال المطروح: هل ستتحرك السلطات المغربية لإيجاد حلول جذرية لواقع مدن تعاني في صمت، أم أن أصوات الغيورين ستظل تصطدم بجدار اللامبالاة؟

ما كان لهذه الاستفزازات والمضايقات أن تحدث لولا الاستمرار في فضح الفساد وكشف النقاط السوداء التي تؤرق ساكنة سوق الأربعاء الغرب. فعندما يشعر المفسدون ومن يقف وراءهم بخطورة ما يرتكبونه من خروقات وظلم في حق المدينة وأهلها، يلجؤون إلى أساليب خبيثة للضغط ومحاولات الإغراء، مستعينين بسماسرة الأزمات الذين يتاجرون في معاناة السكان. لكن هؤلاء الفاسدين، الذين تحركهم مصالحهم الضيقة، بدلًا من تصحيح أوضاعهم والاعتراف بأخطائهم، يختارون طريق الانتقام، وهو ما لن يؤدي إلا إلى كشفهم أكثر وسقوطهم أمام إرادة التغيير التي تتنامى بين شباب المدينة.