المغرب.. من أسكت بائع السردين بمراكش؟ ولماذا تتفرج الحكومة؟

الوطن 24/ نبيل أخلال
في مشهد يطرح أكثر من علامة استفهام، اختفى الشاب المراكشي، الذي تحدى لوبيات السمك وبدأ ببيع السردين بـ5 دراهم، بعد اعتقاله المفاجئ، ليعود بفيديو يعلن فيه انسحابه من السوق. هل كان ذلك قرارًا شخصيًا، أم أن هناك أيادي خفية أجبرته على الصمت؟ ولماذا أصبح من غير المسموح للمواطن المغربي أن يبيع السمك بسعر يناسب الشعب؟
من يقف وراء إسكات هذا الشاب؟ هل هي مافيات تحتكر تجارة السمك وتفرض الأسعار كما يحلو لها؟ أين الحكومة المغربية من هذا العبث؟ لماذا لم تتحرك وزارة الصيد البحري لحماية السوق من الاحتكار عوض الضغط على بائع بسيط كان يحاول كسر جشع المضاربين؟ ولماذا يجد البائع الصغير نفسه دائمًا في مواجهة السلطة بينما ينجو كبار المحتكرين؟
المثير للدهشة أن المغرب يُصنف من بين أكبر مصدري السمك في العالم، لكن المواطن المغربي بالكاد يستطيع شراءه بسبب الأسعار الملتهبة! كيف يعقل أن يُحرم المغاربة من خيرات بلادهم لصالح حفنة من المضاربين؟ هل نحن أمام دولة تحمي الفساد الاقتصادي بدل محاربته؟ ولماذا تسكت الحكومة وكأنها غير معنية بمعاناة الشعب؟
إذا كان شاب بسيط استطاع في أسبوع واحد كشف فساد سوق السمك، فماذا لو قامت الحكومة بعملها؟ أم أن المستفيدين من هذا الوضع أقوى من الدولة نفسها؟ متى سيستفيق المسؤولون، أم أن الصمت والتواطؤ أصبحا سياسة رسمية؟