المغرب: نجاح الملتقى الوطني الثاني حول “الصحافة والإعلام وقضية الصحراء المغربية”

الوطن 24/ القنيطرة

نظم المكتب الجهوي بالقنيطرة للنقابة الوطنية للصحافة المغربية الملتقى الوطني الثاني حول “الصحافة والإعلام وقضية الصحراء المغربية” بدعم من عمالة القنيطرة وبشراكة مع جامعة ابن طفيل والمديرية الإقليمية للتربية والتكون المهني بالقنيطرة، وذلك تحت شعار “القضية الوطنية، انتماء والتزام”

وقد عرف مسرح جامعة ابن طفيل، أشغال الجلسة الثانية التي أدارها جواد الخني، الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية حيث افتُتِحت بكلمات كل من عامل القنيطرة فؤاد محمدي، وعز الدين الميداوي، رئيس جامعة ابن طفيل، ومحمد أودادا المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني وعبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية.

فؤاد محمدي، عامل إقليم القنيطرة: يشيّد بالدور الطلائعي الذي قامت به وسائل الإعلام الوطنية في الكشف الميداني عن زيف ادعاءات خصوم وحدتنا الترابية.

نوه فؤاد محمدي، عامل إقليم القنيطرة، بالتعاون مع كافة الأطراف الفاعلة من أجل تنظيم هذا النشاط الذي يُعتبر خدمة للقضية الوطنية.

وأشار إلى أهمية الملتقى الوطني الثاني للصحافة والإعلام الذي تحتضن فعالياته مدينة القنيطرة، والذي جاء في ظل ظروف إقليمية ودولية تعرف تحولات كبيرة خاصة بمنطقة الكركرات بالصحراء المغربية؛ منوهاً بالتدخل العسكري السلمي والشرعي الذي قامت به القوات الملكية المسلحة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

وفي هذا السياق لفت محمدي، إلى الدور الطلائعي الذي قامت به وسائل الإعلام الوطنية في الكشف الميداني عن زيف ادعاءات خصوم وحدتنا الترابية فيما يتعلق بالتدخل السلمي والقانوني لقواتنا المسلحة الملكية والذي لقي إشادة ودعما دوليا كبيرا.

عز الدين الميداوي، رئيس جامعة ابن طفيل: الاستعداد والاصطفاف المسؤول لكل الأطقم الإدارية والأكاديمية الجامعية من أساتذة وطلبة جامعيين إلى جانب المكونات الحية للمجتمع المغربي والدولة المغربية

وتلاه عز الدين الميداوي، رئيس جامعة ابن طفيل بكلمة أكد فيها على عمق التعاون مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية، مشيرا إلى الاستعداد الدائم لانفتاح الجامعة على محيطها، ملتزما من موقعه كمنسق لندوة رؤساء الجامعات، وأمام الجميع باستعداده من أجل تعاون كافة الجامعات المغربية مع فروع النقابة الوطنية للصحافة ومع مكتبها التنفيذي. كما شدّد رئيس جامعة ابن الطفيل، عز الدين الميداوي في كلمة مركزة عن الاستعداد والاصطفاف المسؤول لكل الأطقم الإدارية والأكاديمية الجامعية من أساتذة وطلبة جامعيين، إلى جانب المكونات الحية للمجتمع المغربي والدولة المغربية وراء كل المبادرات الوطنية الهادفة إلى الدفاع عن وحدة الأقاليم الجنوبية؛ مسجلا الحكمة المتناهية للتدخل العسكري للقوات الملكية المسلحة بمنطقة الكركارات بالصحراء المغربية والذي جرى في احترام تام لكل القواعد الحقوقية المعمول بها دوليا.

وأضاف الميداوي أن نجاعة وإشعاع كل مبادرات الوسط الجامعي بأبعاده السوسيو ثقافية والعلمية والفكرية لن تتأتى بالفعالية المطلوبة إلا في إطار الشراكة الحقيقية والانخراط المسؤول مع الصحافة ووسائل الإعلام.

محمد أودادا، المدير الإقليمي لوزارة التربية والتكوين المهني بالقنيطرة: إعداد جيل من المتعلمين والمتعلمات قادرين على الانخراط في بناء مغرب التقدم والازدهار من خلال التربية على أسس المواطنة والمساواة والحرية والمسؤولية.

أما محمد أودادا، المدير الإقليمي لوزارة التربية والتكوين المهني بالقنيطرة، فقد تطرق لدور المدرسة في التعريف بالقضية الوطنية ودور الصحافة في عكس هذا الإشعاع، معتبرا أن الملتقى الوطني الثاني الذي تشارك فيه المديرية الإقليمية، يجسد إلى أبعد الحدود أهداف ورهانات المنظومة التربوية وهي تؤسس للمستقبل من أجل إعداد جيل من المتعلمين والمتعلمات قادر على الانخراط في بناء مغرب التقدم والازدهار من خلال التربية على أسس المواطنة والمساواة والحرية والمسؤولية، مشيدا بالمبادرة التشاركية التي أقدمت عليها النقابة الوطنية للصحافة المغربية فرع القنيطرة إلى جانب جامعة ابن طفيل وبدعم من عمالة القنيطرة، حول القضايا الوطنية ذات الأولوية وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية.

واعتبر أودادا أنه من بين أهداف المنظومة التربوية مواكبة المجتمع المدرسي لمستجدات الحياة المعاصرة ومتطلبات التنمية واهتمام الناشئة بانشغالات المجتمع وقضاياه الوطنية، وذلك من خلال تخليد الأيام الوطنية والعالمية كالاحتفال بالمسيرة الخضراء المظفرة، وعيد الاستقلال المجيد، بهدف حفظ الذاكرة الوطنية المشتركة وربط الماضي بالحاضر، ووضع التجربة الوطنية في صميم التجارب الدولية، وترسيخ القيم الوطنية والإنسانية في السلوك اليومي للمتعلمات والمتعلمين.

عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية: بصدد إنجاز تقرير مفصل حول الحرب الإعلامية التي تخاض ضد المغرب.

وختام مسك الكلمات الافتتاحية كانت لعبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، الإطار المُتوّج بموقف كبير لاتحاد الصحفيين العرب الذي يشغل فيه نقيب الصحفيين المغاربة نائب الرئيس، وأكد البقالي أن النقابة تتابع بدقة الحرب التي يقودها خصوم المغرب على مستوى الأخبار الزائفة التي يتم صناعتها وترويجها بشكل كبير، مؤكدا أن المعركة الحقيقية اليوم هي على مستوى المفردات ومواجهات تزييف الحقائق. كما أعلن البقالي عن قرب إصدار تقرير من قبل النقابة حول استعمال الأخبار الزائفة من قِبَل خصوم الوحدة الترابية، وهي تقارير أنجزتها فروع النقابة الثلاث بالصحراء المغربية، مشددا على أنه لا يمكن استغلال هذه المعركة في التضييق على حرية التعبير، بل هي فرصة للتأكيد على دور الإعلام الوطني في هذه المعركة.

وأبرز رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عبد الله البقالي، أهمية هذا الملتقى الوطني الذي يشكل جسرا لتجسيد التعاون الحقيقي الذي يجمع شركاء وفاعلين ترابيين وأكاديميين وإعلاميين وحقوقيين حول القضية الوطنية حيث حظيت بأولوية مطلقة لدى مختلف الفرقاء على اختلاف مستوياتهم ومسؤولياتهم، مبرزا راهنية موضوع الصحراء المغربية الذي يعكس طبيعة انشغالات المجتمع المغربي برمته لارتباطه بالتطورات الأخيرة التي شهدتها منطقة الكركارات. 

وقال البقالي أنه من محاسن سوء تدبير الخصوم لنزاعهم المفتعل في قضية وحدتنا الترابية أنه أتاح للمغرب الفرصة في أن يعيد إحكام سيطرته على المناطق الجنوبية وتصحيح الاختلالات، جراء الانفلاتات والانزلاقات التي وقع فيها أعداء وحدتنا الترابية، مشيرا إلى الخسائر السياسية والاقتصادية الفادحة التي كان يتلقاها المغرب جراء الاستفزازات التي كانت تقوم بها ميليشيات البوليساريو على مستوى منطقة الكركارات بالصحراء المغربية.

وأضاف الرئيس، البقالي أن الرهان الحقيقي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية يكمن في التصدي للحرب الإعلامية والبروباغاندا الدعائية التي يشنها أعداء الوحدة الترابية على المغرب، مؤكدا أن النقابة الوطنية تتابع عن كثب الافتراءات والأكاذيب والترويج والتسويق للأخبار الزائفة التي ينفذها خصوم الصحراء المغربية، وهي بصدد إنجاز تقرير مفصل حول الحرب الإعلامية التي تخاض ضد المغرب.

في مستهل أشغال الملتقى

جواد الخني، الكاتب العام للفرع الجهوي/ القنيطرة للنقابة الوطنية للصحافة المغربية: ليست مجرد قضية أرض أو صراع على الحدود، بل هي قضية هوية وجزء لا يتجزأ من الشخصية الوطنية المغربية والالتزام الجماعي المغربي الموحد والمتضامن

قال جواد الخني، الكاتب العام للفرع الجهوي/ القنيطرة للنقابة الوطنية للصحافة الوطنية أن اختيار الملتقى في دورته الثانية، لموضوع الصحافة، الإعلام وقضية الصحراء المغربية بما تعنيه أنها ليست مجرد قضية أرض أو صراع على الحدود، بل هي قضية هوية وجزء لا يتجزأ من الشخصية الوطنية المغربية  والالتزام الجماعي المغربي الموحد والمتضامن

ملتقى ثان يصرح الخني،  بفضل إرادة مشتركة في تنزيلها /إرادة النقابة الوطنية للصحافة المغربية الفرع الجهوي، القنيطرة مع إرادة العامل الذي وجدنا فيه كل المتابعة وأجرأة عدد من الفعاليات والبرامج لا يسمح الحيز الزمني لاستعراضها، وأيضا انخراط واع ومثمر لرئيس  جامعة ابن طفيل ولكافة أطر ابن طفيل، إدارة وأساتذة، وتفاعل جدي للمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالقنيطرة وأطر المديرية، ودعم قوي من رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية الزميل عبد الله البقالي، ضمن مسار من التراكمات النوعية والجادة تعزز تموقع  قوي ومؤثر للصحافة ووسائل الإعلام في الانتصار للقضايا الوطنية.

ووجبت الإشارة يبرز الخني، هنا الى أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية منذ التأسيس في سنة 1963 أي منذ نشأتها حملت الدفاع عن مهنة ممارسة الصحافة وحملت الدفاع عن حرية الصحافة وحرية التعبير وقضايا البناء المؤسساتي والديمقراطية وحملت في صلب المهام والانشغالات القضية الوطنية كبعد وطني وكذلك دولي في إطار الديبلوماسية الموازية. وهو ما تعزز دوليا وعربيا من خلال مواقف اتحاد الصحافيين العرب، الذي يتواجد الزميل البقالي ضمن أعلى هيئات أجهزته التنفيذية والتقريرية وعدد من الأنشطة في محافل ومنتديات اجتماعية وديناميات وطنية ودولية، وستظل النقابة قلعة للدفاع عن وحدة الوطن والأرض. وتقوى هذا المجهود  بمواقف قوية لمختلف فروع  النقابة الوطنية بالجهات الثلاث: جهات الداخلة واد الذهب، العيون الساقية الحمراء، وكلميم واد نون في متابعة  تطورات الأحداث المتصلة بملف الوحدة الترابية للمملكة في أعقاب التدخل النوعي والمحدود للقوات المسلحة الملكية بمنطقة الكركرات لإعادة انسيابية المرور بهذا المعبر الطرقي وطرد مجموعة من العناصر التابعة لجبهة البوليساريو التي تسببت في إغلاق هذا الشريان المحوري الذي يصل المغرب بالجارة موريتانيا وبعمقه الإفريقي، وهي المناورة المكشوفة التي تسعى من ورائها جبهة البوليساريو مدعومة من الجزائر للتشويش على التراكمات الدبلوماسية المحققة واليقظة  في مسار تسوية ملف الصحراء المغربية.

وفي التصدي لـلحملات الدعائية لخصوم وحدة المغرب الترابية في تسويق الأخبار الزائفة والمغالطات، وشدد الخني، أن ملف الصحراء المغربية محركه خارجي (جزائري) ومفاتيح الحل داخلية وكذلك خارجية.

تأسيسا على ذلك القوى الحية ببلادنا مسنودة بديبلوماسية ملكية حكيمة تقام هنا في المغرب وعربيا ودوليا وافريقيا خاصة بعد عودة المغرب لعمقه الإفريقي الأصيل، وهي مهمة واستراتيجية، لسحب البساط من تحت الفاعل الدولي (الجزائر) من خلال التعريف بالجهد التنموي والديمقراطي في الأقاليم. الجنوبية وتجربة المصالحة والعدالة الانتقالية، وتوطيد البناء الديمقراطي وتعزيز منظومة حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، ومشروع الحكم الذاتي باعتباره مشروعا يحظى بالجدية والمصداقية وطنيا ودوليا وكحل وحيد للنزاع المفتعل من أجل إنهاء مأساة المواطنين المحتجزين في تندوف والوقوف ضد كل من يتاجر بآلامهم ومعاناتهم.

وختم قوله، إن المغرب جدير بالثقة، وجدير أيضا بتعميق وتمتين الجبهة الداخلية والتسلح بالثقة والعمل المشترك والبناء.

 الجلسة الثانية

الندوة الموضوعاتية: حول “تطورات القضية الوطنية وأدوار الصحافة والإعلام

وبالانتقال إلى تدخلات المشاركين في الندوة العلمية التي اقترح المكتب الجهوي محاورها، شهدت الجلسة مشاركات عديدة في مواضيع تاريخ القضية الوطنية ودور الديبلوماسية الملكية في الدفاع عن الوحدة الترابية والمستجدات الراهنة على ضوء التطورات الأخيرة بالكركارات ومهام الصحافة والإعلام في التعبئة والدفاع عن القضية الوطنية والتصدي للبروباغندا الدعائية لخصوم وحدة المغرب ورصد انتهاكات حقوق الإنسان بتندوف والديبلوماسية الموازية والترافع المدني عن مغربية الصحراء والترافع الإعلامي حول عدالة القضية الوطنية ومعطيات ما بعد أزمة الكركرات.

نادية جامع، الأستاذة الباحثة بكلية العلوم القانونية والسياسية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة: ريادة جلالته على مستوى السياسة الخارجية في ملف وحدتنا الترابية، الذي توج بعودة قوية إلى الاتحاد الإفريقي

 نادية جامع، الأستاذة الباحثة بكلية العلوم القانونية والسياسية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، تطرقت فيها إلى الديبلوماسية الملكية ودورها في الدفاع عن وحدة التراب الوطني، منطلقة من الأساس الدستوري والممارسة الفعلية لهذا الدور، وقالت إنه بالعودة إلى الدستور نجد في ديباجته التأكيد على الروابط مع الشعوب والتكتلات الجهوية واحترام جميع الدول، وفي الفصل 42 من الدستور نقرأ ” الملك رئيس الدولة، وممثلها الأسمى، ورمز وحدة الأمة، وضامن دوام الدولة واستمرارها، والحكم الأسمى بين مؤسساتها، يسهر على احترام الدستور، وحسن سير المؤسسات الدستورية، وعلى صيانة الاختيار الديمقراطي، وحقوق وحريات المواطنين والمواطنات والجماعات، وعلى احترام التعهدات الدولية للمملكة. الملك هو ضامن استقلال البلاد وحوزة المملكة في دائرة حدودها الحقة”. وفي الفصل 53 “الملك هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية. وله حق التعيين في الوظائف العسكرية، كما له أن يفوض لغيره ممارسة هذا الحق”. وفي الفصل 54 “يُحدث مجلس أعلى للأمن، بصفته هيئة للتشاور بشأن استراتيجيات الأمن الداخلي والخارجي للبلاد، وتدبير حالات الأزمات، والسهر أيضا على مأسسة ضوابط الحكامة الأمنية الجيدة.  

يرأس الملك هذا المجلس، وله أن يفوض لرئيس الحكومة صلاحية رئاسة اجتماع لهذا المجلس، على أساس جدول أعمال محدد”.

وبناء عليه، ترى الباحثة، أن هذه الوظائف تبقى محفوظة للملك وبواسطتها يمارس الملك المهام الاستراتيجية، وهو ما تجسد في ريادة جلالته على مستوى السياسة الخارجية في ملف وحدتنا الترابية، الذي تُوّج بعودة قوية إلى الاتحاد الإفريقي.

أما عمليا فسجلت الباحثة تغيير التوجه الأممي في التعاطي مع ملف الصحراء المغربية، والتحول من الفصل 7، أي من تصفية الاستعمار إلى تسوية سياسية، مما يعزز مقترح الحكم الذاتي.

وتطرقت الباحثة إلى أهم تحول حصل هذه السنة في القرارات الأممية، ألا وهي تحديد الجزائر كطرف في النزاع، بعدما ظلت تتهرب من ذلك زاعمة أنها تساند حركة تحرر عصابة البوليساريو.

حسن العطافي، رئيس تحرير يومية الصحراء المغربية: ضرورة تصريف قناعاتنا للخارج وليس للداخل فقط لأن الآلة الإعلامية الجزائرية تشتغل بشكل رهيب.

التدخل الثاني تصدى فيه الصحفي حسن العطافي، رئيس تحرير يومية الصحراء المغربية، إلى الديبلوماسية الإعلامية في خدمة قضية الصحراء، واختار لمشاركته أن تكون عبارة عن رصد سير ذاتي عايشه الصحفي خلال ممارسته الإعلامية الطويلة، مستعرضا عددا من النقط، وقال إنه واجه في أكثر من مرة عراقيل فقط لأنه يشتغل بصحيفة اسمها الصحراء المغربية، مذكرا بأنه ذات يوم كان في ليبيا ووجد في “الباذج” مكتوبا صحيفة “الصحراء الغربية”، ولما احتج قيل له إنه مجرد خطأ، وأصر على تصحيحه، معرجا على الإشاعات التي ينشرها الخصوم، بل إن البعض تنطلي عليه الحيلة لما يسمع وجود البوليساريو في العيون والداخلة والسمارة، بينما هي مجرد أسماء أحياء عشوائية بمخيمات المحتجزين بتندوف، داعيا إلى ضرورة تصريف قناعاتنا للخارج وليس للداخل فقط لأن الآلة الإعلامية الجزائرية تشتغل بشكل رهيب.

زين العابدين الولي، باحث في سلك الدكتوراه ورئيس رابطة الصحراء الديمقراطية وحقوق الإنسان: ما بعد 13 نونبر لن يكون هو ما قبله

ثالث المتدخلين كان هو زين العابدين الولي، باحث في سلك الدكتوراه ورئيس رابطة الصحراء الديمقراطية وحقوق الإنسان وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، في موضوع القضية الوطنية ما بعد الكركارات، معتبرا أن ما بعد 13 نونبر لن يكون هو ما قبله، مستعرضا الاستفزازات التي تقوم بها جبهة البوليساريو منذ 2016 كلما اقترب التقرير الأممي حول الصحراء، وحاولت تغليف قطع معبر الكركارات بأنه مجرد احتجاج مدني سلمي، غير أن بعثة المينورسو سجلت وجود أسلحة في سيارات هؤلاء.

وقال الولي إن ما وقع كان شيئا إيجابيا للمغرب، إذ أنه دحض ما يسمى الأراضي المحررة، التي هي أراضي مغربية تخلى عنها طواعية من أجل أن تقوم البعثة الأممية بدورها، وأضاف أنه بعد الكركارات أصبحت البوليساريو في مواجهة المنتظم الدولي، كما أصبح الأمر مكشوفا بعد توريط الجزائر واعتبارها طرفا أساسيا في حل النزاع، وأكد المغرب أن البوليساريو أخرجت نفسها من مسار الحل السياسي.

بعد هذا المسار أصبح الحكم الذاتي هو الحل الوحيد لأي مسار سياسي، خصوصا وأن الأمم المتحدة وصفته بأنه حل ناجع بل أطلقت عليه كل الأوصاف التي تميز الحل الذي تترجاه.

الصحفي الصحراوي حافظ محضار، مدير مكتب قناة العيون بجهة كلميم ورئيس الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة بكلميم واد نون: دعاية الخصوم مبنية على الأخبار الزائفة، لكن على أرض الواقع كان الأمر مختلفا.

الصحفي الصحراوي حافظ محضار، مدير مكتب قناة العيون بجهة كلميم ورئيس الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة بكلميم واد نون، رصد معيطات ميدانية من خلال تغطيته للأحداث من المحبس، البعيدة بشكل كبير عن الكركرات، والتي كانت جبهة البوليساريو زعمت أنها أحدثت خرقا عسكريا فيها فتبين أن الأمر يتعلق بمناوشات رد عليها الجيش المغربي بما يلزم من القوة الدفاعية، في احترام تام لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

محضار وقف خلال تغطيته الميدانية على حجم الآلة الإعلامية الضخمة للخصوم، وهي دعاية مبنية على الأخبار الزائفة، لكن على أرض الواقع كان الأمر مختلفا، حيث بثت الجهات المغرضة والمعادية عددا كبيرا من الفيديوهات والصور المزيفة التي تم تفنيدها عمليا، خصوصا وأن المتدخل عاش فترة في الميدان أي من المحبس.

وأوضح محضار أن الجواب الحقيقي الذي يمكن أن يقدمه المغرب لطي ملف النزاع المفتعل هو خيار التنمية، مشيرا إلى أن النموذج التنموي، الذي تم توقيعه أمام صاحب الجلالة بالعيون سنة 2015 يمثل الجواب الواقعي من أجل طي هذا النزاع بشكل نهائي.

بدر الدين قرطاح، أستاذ بجامعة محمد الخامس ومستشار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي الناطق الرسمي باسم الحكومة: القضية الوطنية تحضر بشكل كبير ووازن داخل منظومة التربية الوطنية، هناك 390 كتاب مدرسي للعربية والاجتماعيات يشمل رموز السيادة

وفي سياق متواصل تدخل بدر الدين قرطاح، أستاذ بجامعة محمد الخامس ومستشار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي الناطق الرسمي باسم الحكومة، وقال إن القضية الوطنية تحضى بحضور وازن في المنظومة التربوية بمختلف الأسلاك سواء داخل المناهج والكتب المدرسية أو داخل الأنشطة الحياة مدرسية بالمؤسسات التعليمية.

واستعرض قرطاح عدد من الكتب المدرسية المعتمدة والتي تخضع وجوبا لبنود دفاتر التحملات وتتطرق الى عدد من الأمور ولاسيما الرموز بكل مكوناتها.

رموز السيادة الوطنية حاضرة بقوة في الكتب المدرسية أساسا بكتب اللغة العربية والاجتماعيات، الفرنسية الفنون التشكيلية.. حيث تم إحصاء 390 كتاب مدرسي للعربية والاجتماعيات يشمل رموز السيادة:

جلالة الملك،238

-العلم الوطني،224

-خريطة المملكة،415

-القضية الوطنية،39

والاهتمام بالقضية الوطنية بالكتاب المدرسي يخص عدة تيمات: القيم الوطنية، رموز السيادة، الحماية والاستقلال، استكمال الوحدة الترابية، المسيرة الخضراء وأيضا عدد من الوثائق التاريخية والصور.

الحسن الحويدك، رئيس جمعية الوحدة الترابية بجهة الداخلة وادي الذهب: مليشيات عسكرية مدربة من عرقلت معبر الكركرات.

وفي موضوع الإعلام بين الحقيقة والإشاعة “الكركرات نموذجا”، تدخل الحسن الحويدك، رئيس جمعية الوحدة الترابية بجهة الداخلة وادي الذهب، الذي تحدث عن تجربة القنصليات التي تفتح بشكل كبير مع نزيف حاد في عدد الدول التي تسحب اعترافها بالجمهورية، مؤكدا على اختلاق الوقائع غير الموجودة، والحديث عن الأراضي المحررة، وهي مجرد أراضي مغربية وضعتها بلادنا تحت تصرف الأمم المتحدة.

ومن نماذج التعتيم الإعلامي للبوليساريو، أن من كانوا يحتجون هم مجرد مبادرة مدنية، بينما هم مليشيات عسكرية مدربة ومجموعة من قطاع الطرق.

وأضاف “المعبر الذي يتواجد على الحدود المغربية التي تربطه بالجارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية الذي وضعه المغرب تحت تصرف الامم المتحدة لنشر عناصرها التابعة لبعثة المينورسو لمراقبة عملية اتفاقية وقف إطلاق النار عام 1991، بالإضافة إلى المنطقة الشرقية للحزام الأمني المتاخمة للحدود الجنوبية الشرقية للمغرب مع الجزائر، حيث اخترقت جبهة البوليساريو الانفصالية خرق وقف إطلاق النار، وذلك منذ 2016، حينما قامت بعرقلة حركة المرور في المعبر، واغلقته، معرضة حركة عبور ومرور الأشخاص واصحاب الشاحنات المحملة بالبضائع إلى الضياع والضرر، كما انتهكت حرمة المناطقة الموجودة شرق الحزام في بئر لحلو وتيفاريتي، وأقامت فيها تجمعات وانشطة مخالفة في تحد سافر لوقف إطلاق النار.”

وعلى إثر هذه الاستفزازات نبه المغرب يقول الحويدك، مرارا لهذه الخروقات والانتهاكات، وأحاط الأمانة العامة للأمم المتحدة بهذه التصرفات الطائشة، فصدرت توصيات الأمين العام الأممي بضرورة سحب البوليساريو لكل عناصرها من المنطقة مع إلزامها بالحفاظ على طبيعة الوضع القائم، وهو الموقف الذي زكته قرارات مجلس الأمن الدولي في هذا الإطار.

وبعد توجيه عدة رسائل إلى المنتظم الدولي تندد بخروقات البوليساريو، تصدى المغرب بحكمة بالغة ليؤمن المعبر الحدودي، بتدخله العسكري العقلاني السلمي، وهو ما جعله يحصد تأييدا واسعا من طرف المجتمع الدولي، فانقلب السحر على الساحر، فسقطت البوليساريو في المحظور لتعلن عن تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار، مهددة بشن الحرب ضد المغرب، وهو الأمر الذي تحفظ عليه المغرب مبرزا استمرار التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وفي الوقت نفسه يحتفظ بحق الرد والتصدي لكل من سولت له نفسه المس بوحدته الترابية وسيادته الوطنية وبذلك هزمت البوليساريو ميدانيا وسياسيا بتحملها مسؤولية خرق اتفاق إطلاق النار وعدم احترامها الشرعية الدولية

وعلى الصعيد الاقتصادي، واعتبارا للموقع الاستراتيجي بالنسبة لمصالح العديد من الشركاء الأفارقة والاوروبيين، اعاد المعبر الحدودي المغربي الكراكارات أنشطته التجارية والإنسانية، كأحد الشرايين الأساسية لتعزيز مبادئ التعاون جنوب – جنوب

وأوضح الحويدك، أنه أمام التعتيم الإعلامي الكبير فإن إعلام العدو يستمد مادته الخبرية ليس من الميدان ولكن من توالي بلاغات عسكرية، هدفها التمويه والتضليل والحرص على تجييش العواطف ودر الرماد في عيون من باعوا لهم الوهم وعاشوا مع السراب وختم قوله، الوطن يحتاج لكل أبنائه وبناته في وطن واحد موحد يجتمع فيه الشمل، وتتكاثف فيه الجهود الجماعية لتعزيز بناء الصرح التنموي

محمد عالي جداي، ماستر التحرير الصحفي والتحرير الإعلامي ومقرر فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بكلميم وعضو المجلس الوطني الفيدرالي: أكثر الناس الذين اكتووا بنار البوليساريو هم الصحراويين أنفسهم.

محمد عالي جداي، ماستر التحرير الصحفي والتحرير الإعلامي ومقرر فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بكلميم وعضو المجلس الوطني الفيدرالي، فقد تناول مقاربة الوهم من خلال التضليل الإعلامي لجبهة البوليساريو، وأكد أن الجبهة تعتمد خطابا عاطفيا بالداخل والخارج، ويعتمدون على اللغة الحسانية في توصيل الخطاب، مرتكزين على صور للنساء والأطفال، ومعروف لدى أهل الصحراء مدى احترامهم للنساء وكذلك تقديم الأطفال لتعلم مبادئ الرجولة من خلال مجالسة الكبار، كما يستغلون الأطفال والنساء في الخطاب الخارجي لأنهما الفئتان الأكثر هشاشة في أي نزاع.

وأشار إلى نقطة مهمة وتعتبر مركزية وهي أن قضية الصحراء دخلت اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار بالأمم المتحدة عن طريق المغرب،

 فهو الذي ملف تصفية الاستعمار الإسباني من المنطقة، كما شدد على أن أكثر الناس الذين اكتووا بنار البوليساريو هم الصحراويين أنفسهم.

يشار الى أن صبيحة ذات اليوم احتضنت الثانوية التأهيلية ابن سينا نشاطا تربويا نوعيا وناجحا استهدف التلاميذ

والتلميذات ونوادي المواطنة، حول “القضية الوطنية: انتماء ومواطنة” من تسيير الاعلامي محمد منيع وتأطير الفعاليات الصحراوية حافظ محضار، الحسن الحويدك، محمد عالي جداي، وزين العابدين الوالي.

وتم اختتام أشغال الملتقى بجلسة ثالثة بحفل قراءة / توقيع الجزء الثاني من كتاب “ذاكرة هوية ووطن…مذكرات الداخلة” لمؤلفه الأستاذ الحسن الحويدك. قراءة في الكتاب د عبد الحكيم قرمان، أستاذ زائر بالعديد من المعاهد والكليات، أستاذ باحث في القانون والعلوم السياسية.

الكتاب امتداد لسرد مسار شخصي، يوثق لأنشطة ومحطات بمدينة الداخلة على منوال السياقات المتضمنة في الجزء الأول للكتاب الذي تطرق لفترة تاريخية كانت حافلة بقضايا متنوعة تخص مرحلة ما بين سنة 1991 و2018 والتي تمتد متعاقبة بأحداثها إلى سنة 2020

الكتاب يواكب المستجدات الخاصة بتطورات الملف الاقليمي المفتعل حول مغربية الصحراء من خلال ما عاصره وعايشه الكاتب، واستحضار المكاسب الوطنية والدولية…الكتاب من 446 صفحة شمل مداخلات / قراءات / انطباعات شهادات لعدد من الفعاليات الوطنية التي ارتبطت بالملف وأخرى جامعية وباحثين وحقوقيين.

 الفقرة الرابعة: الخلاصات والتوصيات

–          تصريف القناعات المغربية خارج المغرب عن طريق وسائل مختلف وسائل الإعلام

–          دعم الإعلام الوطني بكافة تعبيراته كي يقوم بدوره في الدفاع عن وحدة التراب المغربي

–          الاهتمام بمتابعة الطفرة الرقمية وآليات التواصل الجديدة واستثمار ما تتيحه من إمكانات هائلة

–          ضرورة الإلمام بقواعد الترافع عن القضية الوطنية من خلال المعرفة الصلبة بالمعطيات الجغرافية والتاريخية والبشرية للمجال الصحراوي وإنجاح عملية الترافع وإعطائها النجاعة الممكنة وتجاوز الترافع التقليدي في الملف باستثمار الحقائق العلمية.

–          الاهتمام بالمكتسبات المحققة على الأرض كأرضية للإقناع ومنطلقا للتعاطي مع القضية خاصة وأن هذه المكتسبات أصبحت تقلق الخصوم

–          تبني أسلوب ومنهج تعبوي حول القضية باعتبار الإجماع هو السبيل الوحيد لدحض أطروحات الخصوم

–          وضع استراتيجية إعلامية للدفاع عن الصحراء تنطلق من التكوين الصحفي والجغرافي والتاريخي الملم بالملف

–          الترافع من أجل القضية الوطنية أمام المنتديات الاجتماعية والمنظمات الحقوقية الدولية، وأمام المنتظم الدولي للتأكيد على عدالة قضيتنا الوطنية.

–          الانفتاح على عمل الآليات الأممية لحقوق الإنسان لفضح انتهاكات حقوق الانسان بتندوف جنوب غرب الجزائر

–          الانفتاح وتكثيف الحضور المؤثر على مستوى الآليات الحقوقية الإفريقية

–          تطوير الحضور المدني في المنتديات الاجتماعية باعتبارها فضاءات مفتوحة للنقاش والتفكير مع تجارب المجتمع المدني العالمي

–          إطلاق النموذج التنموي الجديد والجهوية المتقدمة من الأقاليم الجنوبية

–          النقاش والتفاوض حول المبادرة المتعلقة بالحكم الذاتي كأساس وحيد

–          الاهتمام بالمكون الثقافي واللغوي الصحراوي المتنوع بأبعاده باعتباره رافد من روافد التاريخ والهوية المغربية الغنية

–          إشراك الصحراويين وكل القوى الحية ببلادنا في متابعة وتدبير الملف

–          ترسيخ قيم ومبادئ ومعايير حقوق الإنسان وسط المجتمع والديمقراطية

–          توفير متطلبات وشروط النهوض بالدبلوماسية الموازية والجامعية لخدمة قضية الصحراء المغربية

–        ملاءمة الكتاب المدرسي مع الواقع الجغرافي الجديد