المغرب : هل تتحول الجامعات المغربية إلى أسواق سوداء للماستر والدكتوراه ؟

إلى أي مدى يمكن للجامعات المغربية أن تستمر في أداء رسالتها الأكاديمية وسط ما يُحكى عن “البيع والشراء” في ولوج سلكي الماستر والدكتوراه؟ وهل باتت الكفاءة والاستحقاق مجرد شعارات تُردد بينما تتحكم العلاقات الشخصية والمال في تحديد من يُقبل ومن يُقصى؟ أسئلة جوهرية تتطلب إجابات صريحة، وتحقيقات شفافة.

ما صحة الأحاديث المتداولة عن تسجيلات تُظهر مساومات مالية تُجرى في الكواليس؟ وكيف يمكن تفسير ما يصفه البعض بأنه “سوق سوداء” للتعليم الجامعي؟ أليست هذه الادعاءات، إن صحت، تهديداً مباشراً لمصداقية الجامعات المغربية؟

التسجيل في الماستر أو الدكتوراه يمثل طموحاً مشروعاً لآلاف الطلبة الباحثين، لكن هناك من يتهم بعض الأساتذة بابتزاز الطلبة مالياً وحتى أخلاقياً، وسط غياب واضح للإجراءات الرادعة. هل تتحمل وزارة التعليم العالي مسؤولية ما يحدث؟ وهل الجامعات مستعدة لفتح ملفات شائكة قد تفضح المستور؟

المطلوب الآن فتح تحقيقات شفافة ومستقلة للوقوف على حقيقة ما يجري، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه الممارسات التي تشوه سمعة التعليم العالي بالمغرب. فالجامعات ليست أسواقاً، وشهاداتها ليست للبيع، بل هي مؤسسات أُنشئت لتكريس قيم النزاهة والاستحقاق وخدمة الوطن.

لنا عودة لهذا الموضوع بتفاصيل أكثر، على أمل أن تتحرك الجهات الوصية لإعادة الاعتبار لقطاع التعليم العالي، وضمان حقوق الطلبة الذين حلموا يوماً بأن تكون الجامعة بوابة للعلم والتميز وليس للفساد والمحسوبية. المغرب يستحق منظومة تعليمية أكثر نزاهة وكفاءة.