المغرب يودّع محمد بنعيسى.. رحيل رجل الدبلوماسية والثقافة في مشهد مهيب

في مشهد مهيب، شيّعت مدينة أصيلة، مساء اليوم الأحد، أول أيام رمضان، جثمان الراحل محمد بنعيسى، أحد أعمدة الدبلوماسية والثقافة المغربية، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 87 عامًا. حضر الجنازة شخصيات سياسية وثقافية وإعلامية بارزة، في وداع مؤثر لرجل وهب حياته لخدمة المغرب وإشعاعه الثقافي والدبلوماسي.

شهدت الجنازة حضور شخصيات بارزة، يتقدمها وزير الخارجية ناصر بوريطة ممثلًا عن الحكومة، إلى جانب إدريس جطو، الوزير الأول الأسبق، ومحمد الأشعري، وزير الثقافة السابق. كما حضر إدريس الضحاك، وزير العدل الأسبق، ومحمد أوجار، وزير العدل السابق، إضافة إلى نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال.

انطلق موكب الجنازة من قصر الثقافة في أصيلة، المدينة التي ارتبط بها الراحل طيلة حياته، حيث وُري جثمانه الثرى في ضريح زاوية سيدي بنعيسى داخل المدينة العتيقة، إلى جوار كبار رجالاتها، وسط أجواء حزينة عكست حجم الخسارة التي مُني بها المغرب بوفاته.

وُلد محمد بنعيسى عام 1938 في أصيلة، وبدأ مسيرته صحفيًا قبل أن ينتقل إلى العمل الدبلوماسي والسياسي.

  • بدأ مشواره الإعلامي مبكرًا قبل أن يواصل دراسته في الولايات المتحدة، حيث حصل على شهادة في الصحافة من جامعة مينيسوتا.
  • عمل في البعثة المغربية الدائمة لدى الأمم المتحدة، حيث انكب على دراسة قضايا التنمية في إفريقيا.
  • شغل منصب سفير المغرب في الولايات المتحدة (1993-1999)، حيث لعب دورًا حيويًا في تعزيز العلاقات الثنائية.
  • تولى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون (1999-2007)، حيث كان فاعلًا في القضايا الإقليمية والدولية، خاصة ملف الصحراء المغربية والعلاقات مع أوروبا وإفريقيا.
  • ترأس بلدية أصيلة لعدة عقود، وساهم في تحويلها إلى مدينة ثقافية عالمية عبر إطلاق موسم أصيلة الثقافي الدولي.

يُعد محمد بنعيسى أحد أبرز الشخصيات التي ربطت الثقافة بالدبلوماسية، إذ أسس موسم أصيلة الثقافي الدولي رفقة الفنان التشكيلي محمد المليحي، ليصبح هذا الحدث محطة سنوية يلتقي فيها مفكرون وفنانون من مختلف بقاع العالم. ومع رحيله، تثار التساؤلات حول مستقبل هذا المشروع الثقافي الذي لطالما كان مرتبطًا بشخصه وإدارته.

خسرت أصيلة والمغرب برحيل محمد بنعيسى رجلًا استثنائيًا، نجح في الجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي والثقافي، وظل طوال حياته حاملًا لهمّ بلده ومدينته. غير أن إرثه الثقافي والدبلوماسي سيظل شاهدًا على عقود من العطاء، وسيبقى موسم أصيلة الثقافي، رغم التحديات، إحدى بصماته الخالدة في تاريخ المغرب الحديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *