المغـرب/ الهبة الملكية لضريح مولاي بوسلهام: تجديد للروابط الروحية في الـذكرى السادسة والعشرين لوفاة الحسن الثانـي.

الوطن 24/ متابعة
في إطار التقاليد الملكية المغربية المتجذرة في عمق الهوية الدينية والوطنية، قام الحاجب الملكي بتسليم الهبة الملكية إلى ضريح مولاي بوسلهام، وذلك بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لوفاة الملك الراحل الحسن الثاني. هذه المبادرة تأتي تعبيرًا عن الاستمرارية في الحفاظ على الروابط الروحية التي تربط المؤسسة الملكية بالزوايا والأضرحة في المملكة، وهي تقاليد تعزز مكانة هذه المؤسسات الروحية كجزء لا يتجزأ من النسيج الديني والثقافي للمغاربة.

الملك محمد السادس، ومنذ توليه العرش، حرص على الحفاظ على هذه العادات السنوية التي تحتفي بأهمية الأضرحة والزوايا في المغرب، حيث تعتبر مراكز للتعبد، والتأمل، والذكر، فضلاً عن دورها التاريخي في نشر القيم الروحية والاعتدال الديني. يُمثل ضريح مولاي بوسلهام أحد الأضرحة التي تحمل رمزية كبيرة، ليس فقط في المنطقة التي يقع بها، ولكن على مستوى الوطن ككل، إذ يعد وجهةً للزوار والمريدين من مختلف أنحاء البلاد.

الهبة الملكية، التي تشمل عادةً دعماً مادياً ومعنوياً للمسؤولين على تسيير الضريح وللأشخاص القائمين على خدماته، تجسد مظهراً من مظاهر التضامن الاجتماعي والروحي بين العرش والشعب. وفي هذه المناسبة الخاصة التي تصادف ذكرى وفاة الملك الحسن الثاني، يظهر من خلالها مدى الحضور القوي للملك الراحل في الذاكرة الجماعية المغربية. فقد كان الحسن الثاني رمزاً للحكمة والرؤية الإستراتيجية التي أسست للعديد من الإنجازات الوطنية والدولية، والتي استمرت في ظل قيادة الملك محمد السادس.

المغرب، ومن خلال هذه المبادرات، يؤكد على دور الأضرحة والزوايا في الحفاظ على التوازن بين الحداثة والأصالة، والارتباط بالقيم الروحية والدينية التي تشكل جزءًا من الهوية الوطنية. كما أن هذه الخطوة الملكية تأتي في وقت يُشهد فيه العالم تغيرات وتحديات كثيرة، ليبقى هذا الترابط الروحي رمزاً للوحدة والاستمرارية في القيم التي يعتز بها المغاربة.
