المغـرب: طنجة تودّع التازي وسط غضب شعبي وترقّب لتعيين شخصية ميدانية قبل مونديال 2030.

الوطن24/ خاص
تشهد مدينة طنجة، شمال المغرب، حالة من الجدل الواسع بعد إعفاء والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، وتكليفه بمهمة مركزية داخل وزارة الداخلية، تتعلق بالإشراف على مشاريع كأس العالم 2030، الذي يستعد له المغرب بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
هذا القرار، الذي كان قبل أشهر مجرّد شائعة، أكّدته مؤخراً وسائل إعلام وطنية موثوقة، ليحظى باهتمام واسع في الأوساط السياسية والمجتمعية، خصوصاً بعد تصاعد الانتقادات لطريقة تسيير التازي لشؤون مدينة طنجة، التي تُعتبر من أهم مراكز القرار والتنمية في المغرب.
عدد من المنتخبين ورجال الأعمال وفعاليات المجتمع المدني عبّروا عن عدم رضاهم عن الأداء الميداني للوالي، متهمين إياه بالتقوقع داخل المكتب واعتماد مقاربة تقنية بيروقراطية، دون الانخراط الحقيقي في هموم السكان ولا تتبع أوراش الأحياء الهامشية التي تعاني من تدهور واضح في البنية التحتية، والإنارة العمومية، وانتشار الأزبال، وتراجع النظافة.
كما وجّه منتقدو التازي انتقادات حادة لغياب المساءلة اتجاه شركات التدبير المفوض مثل “أمانديس” و”لاماليف”، وعدم إطلاق مشاريع تنشيطية قادرة على تحريك الدورة الاقتصادية وتشجيع الاستثمار المحلي، في وقت تعيش فيه المدينة ركوداً غير مسبوق.
ورغم أن تكليفه بمهمة الإشراف على مشاريع مونديال 2030 لا يُعتبر إعفاءً تقليدياً، بل إعادة انتشار في موقع حساس، فإن عدداً من المتابعين قرأوا فيه رسالة سياسية من الرباط تُعبّر عن عدم رضا الحكومة المركزية عن الأداء المحلي في جهة طنجة تطوان الحسيمة، خاصة في ظل التحضيرات الجارية لاستقبال كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
اليوم، كل الأنظار متجهة نحو تعيين والي جديد للجهة، وسط مطالب بأن يكون شخصية ميدانية تشتغل بروح القرب من المواطن، وتملك رؤية واضحة، وقادرة على اتخاذ قرارات جريئة لإعادة إطلاق عجلة التنمية، وإعادة الاعتبار لطنجة كمركز إشعاع اقتصادي في شمال المغرب والمتوسط.
المرحلة القادمة ستكون حاسمة، ليس فقط على مستوى المشاريع الكبرى، بل أيضاً في تحسين جودة العيش اليومي للمواطنين، واستعادة ثقتهم في الإدارة الترابية، وتكريس موقع طنجة كقاطرة تنموية وواجهة حضارية للمغرب الجديد.