المغــرب: على هامش اللقاء التواصلي الأول مع طلبة الدكتوراه

الـوطن 24/ متابــعة

نظم مختبر الخطاب والإبداع والمجتمع والأديان، محور علم مقارنة الأديان والدراسات الثقافية اللقاء التواصلي مع طلبة الدكتوراه في نسخته الأولى، وذلك يومي الجمعة والسبت 27 و28 أكتوبر 2023م بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس. ويأتي تنظيم هذا اللقاء في إطار التكوينات التكميلية الإجبارية التي ينظمها المختبر لفائدة الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه.

افتُتِح اليوم الأول: الجمعة 27 أكتوبر 2023م  بآيات بينات من الذكر الحكيم تلتها على مسامع الحضور الطالبة الباحثة خولة لزعر. بعد ذلك تناول الكلمة الدكتور سعيد كفايتي المسؤول عن علم مقارنة الأديان في المختبرالذي رحب بالأساتذة والطلبة الحاضرين. وقد تضمنت كلمة الدكتور توجيهات أكاديمية للطلبة الباحثين بخصوص إنجاز الأطاريح. ومن ضمن هذه التوجيهات ضرورة تجويد البحث العلمي من خلال الالتزام بالأمانة العلمية، ونشر المقالات في المجلات المحكمة، ونشر الكتب، ثم الانفتاح على اللغات الأجنبية وخاصة اللغة الإنجليزية.

خلال الجلسة العلمية الأولى من اليوم الأول أعطى الدكتور سعيد كفايتي، رئيس الجلسة، الكلمة للطالب الباحث زكرياء المحمي الذي ألقى مداخلة بعنوان: “القضايا الاجتماعية بين معتنقي الوحيين اليهودي والإسلامي”. وقد تطرق الطالب لمفهوم القضايا الاجتماعية لغة واصطلاحاً، ثم تحدث عن قضيتين اثنتين هما قضية الإرث والممتلكات، وقضية الزواج والطلاق والأسرة، مبرزا أوجه التشابه والاختلاف بينهما. بعد ذلك قدم الطالب الباحث عبد الملك عياد ورقة بحثية مشتركة مع الطالب الباحث محمد الحتاش بعنوان:”تاريخ المسيحيين في المغرب”.وتتبع فيها الطالبان تاريخ المسيحية بالمغرب خلال ستة عهود وهي عهد المرابطين، وعهد الموحدين، وعهد المرينيين، وعهد الوطاسيين، وعهد السعديين، وعهد العلويين، وكيف تطورت العلاقات بين المسيحية والإسلام حتى أصبحت أكثر قابلية من ذي قبل. وكانت المداخلة الأخيرة في هذه الجلسة العلمية من تقديم الطالبة الباحثة سهام صالحي بعنوان: “النصارى والمسيحيون في الدرس الغربي المعاصر”. وقد تناولت الطالبة ثلاث مقاربات: الأولى وهي مقاربة فرانسوا دو بلوا من خلال كتابه “النصراني والحنيف”، والذي يرى أن النصارى ينتمون إلى جماعات غنوصية خارجة عن تعاليم الكنيسة الرسولية. المقاربة الثانية يتزعمها كل من باتريشيا كرون ومايكل كوك من خلال كتابهما “الهاجرية صناعة العالم الإسلامي”، ويريان أن لفظ النصارى يختص بجماعة من أصول يهودية استقرت بالجزيرة العربية، وأطلق عليهم اليهود اسم الهاجرية. أما المقاربة الثالثة والأخيرة، فهي لسيدني غريفيت، مضمونها أن لفظ النصارى مرادف للفظ المسيحيين لا غير. واختتمت هذه الجلسة بحفلة شاي.

كانت الجلسة العلمية الثانية أيضاً من تسيير الدكتور سعيد كفايتي، وتضمنت مداخلتين: الأولى عبارة عن ورقة مشتركة بين الطالبين يوسف الشاطر والشريف الكليتي بعنوان: “الموضوعية في دراسة الأديان بين علماء المسلمين الأقدمين وعلماء الغرب المعاصرين، رؤية نقدية”. تناول الطالب المتدخل تصور بعض العلماء كالشهرستاني والبيروني لمفهوم الموضوعية، ومدى التزامهم بها. أما المداخلة الثانية فكانت بعنوان “أبراهام بن عزرا صلة وصل بين ابن حزم الأندلسي وباروخ سبينوزا”، وهي للطالب الباحث جمال صوالحين الذي أوضح كيف أسهم أبراهام بن عزرا في نقل التراث العربي الإسلامي للأندلس، وخاصة نقد الكتاب المقدس، إلى الغرب، فأثر في مجموعة من فلاسفة أوروبا الغربية وأبرزهم باروخ سبيوزا. هذا الأخير اقتفى أثر ابن حزم الأندلسي في نقد الكتاب المقدس على مستوى المنهج ثم على مستوى المضمون. وبعد هاتين الجلستين عقَّب الدكتور سعيد كفايتي على كل مداخلة على حدة بإبداء ملاحظاته العلمية الدقيقة.

في اليوم الثاني السبت 28 أكتوبر 2023م رحبت الدكتورة كريمة نور عيساوي، رئيسة الجلسة العلمية الأولى، بالحضور مجددا ثم أعطت الكلمة للدكتور ميمون الداودي عضو المختبر الذي عنون مداخلته بـ phdThesis Introduction Writing، وشرح من خلالها أهم العناصر التي يجب أن تتضمنها مقدمة الأطروحة كالإشكالية، وأهمية البحث، والجدة، والصعوبات المعترضة. وجاءت مداخلة الدكتورة فاطمة الرمسوسي من فرنسا باللغة الفرنسية France la Poésie Hébraïque et ses Sources Arabes du Xème au XIIème siècle. De la Poésie Religieuse (Piyyut) à la Poésie Profane (exemple la description des jardins:Rawdiyyat)

وقد تناولت الباحثة تأثر الشعراء اليهود بالشعر العربي، فانتقل الشعر العبري من شعر دنيوي يُتلى في الكنيس إلى شعر دنيوي. كما نظم الشعراء اليهود في أغراض شعرية على غرار الشعر العربي كالغزل، ووصف الطبيعة، والموشحات. وجاءت مداخلة الدكتور أحمد فرحان من جامعة ابن طفيل، القنيطرة بعنوان “تأويلية النص المقدس” وميَّز فيها بين النص المقدس والنص الديني، وخصائص مفهوم التاريخية في فهم النص المقدس باستحضار الحوافز وآفاق الانتظار. وفي سياق فلسفي مشابه قدم الدكتور حاتم أمزيل  من جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس ورقة بعنوان “الدين والفلسفة في عصر جديد”، ومن خلالها أوضح الدكتور الصراع الذي ميز الدين والفلسفة عبر مر العصور. والحقيقة أنهما ينشدان معاً نفس الحقيقة.

وترأس الجلسة العلمية الثانية لهذا اليوم الدكتور ميمون الداودي، فأعطى الكلمة للطالبة الباحثة شيماء بوشمالة التي عنونت مداخلتها بـ The Portrayal of Muslims in Post 9N11 Noevls، فرصدت صورة المسلمين في الأدب والإعلام الغربي بعد أحداث 11 شتنبر 2001م، وهي صورة طبعها الضياع والمعاناة النفسية والاجتماعية. وقدم صلاح شليغ مداخلة باللغة الإنجليزية عنوانها The Representation of MoroccanVeterans in Cinema and Literature، فشرح صورة قدماء المحاربين المغاربة في السينما والأدب، وهي الإقصاء والتشويه. فهم محاربون قرويون وطيور السنونو بزي عسكري فرنسي وسلاح أمريكي. وأكثر من هذا فقد تم إقصاء هؤلاء الجنود من سرديات الحرب وكُتب التاريخ. وبعد ذلك قدم الدكتور بدر الحمومي من ألمانيا مداخلة باللغة الفرنسية عنوانها Le Dieu de Spinoza dans l’Ethique et la Théologie Mystique Musulmans، ثم مداخلة  للباحث عبد الله أكريم من بلجيكا بعنوان “رونيه غينون وإسهامه في دراسة الأديان الشرقية”. وكانت آخر مداخلة في هذه الجلسة العلمية للطالبة الباحثة خديجة رفوح من المملكة العربية السعودية باللغة الإنجليزية Assessing the Impact of Artificial Intelligence on Arabic Machine Translation: Advancement and Challenges ، وفيها شرحت التحديات التي تواجه الترجمة المرتكزة على الذكاء الاصطناعي، والاستخدام المناسب لتكنولوجيا الترجمة الآلية أثناء ترجمة اللغة العربية. وفي الأخير ختم الدكتور ميمون الداودي اللقاء التواصلي بشكر الجميع، على أمل اللقاء في النسخة الثانية.

واستمع الحاضرون خلال هذا اللقاء لمحاضرة الدكتور تيجاني بولعواني من جامعة لوفان، بلجيكا تناول فيها موضوع السرقات وأنواعها وطرق كشفها في الأطاريح الجامعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *