النادي القنيطري على حافة الهاوية: هل حان وقت الإنقاذ قبل فوات الأوان؟

عبد الهادي العسلة

بعد الهزيمة المدوية التي تعرض لها النادي القنيطري بنتيجة 6-2، أصبح السؤال الذي يطرحه الجميع هو: هل حان الوقت لإحداث التغيير الجذري؟ النتائج الأخيرة كشفت عن واقع مرير لفريق عريق كان يومًا ما من أفضل الأندية المغربية. هذه الخسارة القاسية ليست مجرد رقم في سجل الهزائم، بل هي جرس إنذار يدق في أذن كل من له علاقة بالنادي: اللاعبون، المدربون، والإدارة. في هذه اللحظة الدقيقة، باتت جماهير النادي القنيطري تتساءل عن مصير فريقهم الذي كانوا يعلقون عليه آمالاً كبيرة.

الكلمات التي وجهها المدرب سي حكيم للاعبين في محاولة لإيقاظهم من غفوتهم لم تجد صدى لدى الكثير منهم. يبدو أن كلماته لم تعد تُسمع في غرفة الملابس، وأن عزيمة الفريق انهارت تمامًا أمام أول اختبار جدي. لكن الأهم من ذلك هو أن هذه الخسارة المدوية تعد بمثابة جريمة في حق تاريخ النادي، وأن استمرار الوضع على هذا النحو سيكون له عواقب وخيمة على المدى الطويل.

لا أحد ينكر أن اللاعبين يتحملون جزءًا كبيرًا من المسؤولية، لكن المنظومة بأكملها تحتاج إلى إعادة هيكلة. لا يعقل أن يبقى فريق مثل النادي القنيطري غارقًا في هذه المأزق ويكتفي بمحاولات يائسة للخروج من الأزمة. يجب أن يكون هناك تغيير شامل؛ ليس فقط على مستوى اللاعبين، بل أيضًا على مستوى التفكير الإداري والقيادي داخل النادي. إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن الفريق سيتجه نحو الهبوط إلى دوامة من الفشل المستمر، وقد يكون من الصعب جدًا الخروج منها.

في الوقت ذاته، يظل الجمهور القنيطري هو الأكثر تأثرًا من هذه النتائج المخيبة للآمال. هؤلاء الذين وقفوا مع الفريق في السراء والضراء، الذين تعبوا من أجل تواجده في المكان الذي يستحقه، هم الذين يعانون اليوم. إنهم يشجعون بحماس، يملأون المدرجات في كل مباراة، ورغم كل الظروف يبقى دعمهم صامدًا. لكن هل سيستمرون في دعم فريق أصبح يستهلك أعصابهم ووقتهم ومالهم دون أن يقدم لهم ما يستحقونه؟ الواقع يقول إن حب الجمهور وحده لن يكفي إذا استمر الفريق في التراجع.

الأمل في تغيير الوضع لا يزال موجودًا، ولكن التغيير يجب أن يكون جذريًا الآن قبل أن يفوت الأوان. لا يمكن للنادي القنيطري أن يستمر في هذا المسار دون أن يفكر بجدية في مستقبله. الكل مسؤول: اللاعبون، المدربون، والإدارة. إذا لم يتم اتخاذ القرارات الحاسمة في أقرب وقت، فربما سيكون الوقت قد فات، وستضيع أحلام الجماهير إلى الأبد.