النضال ومستويات التناسب

الوطن 24/ بقلم: عبد الغفور الرحالي (خبير التواصل السياسي)

هي سيكولوجيا المناضل التي تحكمها مقاربات سوسيولوجية تنظم علاقاتهم مع محيطهم وبالتالي فإن مقدار نجاح المناضل يكون بمستوى إدراكه وفهمه لمحيطه وتنظيم علاقاته وتقوية مواقفه والفصل بين انتمائه للوطن وانتمائه للقبيلة وانتمائه للتيار النضالي.

عندما تكون لك فرصة حقيقية لبناء الدولة، فإن هذا لا يتم خارج مؤسسات الدولة، بمعنى أدق ان الفرد لا يمكن ان يكون مناضلا خارج الإطار المسموح به، المؤسسات الحزبية التي هي جزء من الدولة والحاضنة الأساسية للتدريب والتفكير والتأطير وصناعة النخب والمسؤولين.

إن بناء الدولة نفسها يكون ببناء المواطن على فكرة الوطن، تم الوطن هو مجموعة من القيم والقوانين تبدأ بالتعددية مرورا بالحريات وصولا إلى التضحيات التي يمكن للفرد تقديمها في سبيل الوطن أي الآخر، إن سيكولوجية النضال هي مجموعة من الأساليب التكتيكية التي يمكن للفرد التطبع بها من أجل صناعة شخصيته وإسقاط انطباعاتها على الآخر، وهنا معيارية النجاح والتفوق تصنف المناضلين بين تابعين ومنظرين وقياديين حسب مستوياتهم في التأثير بمحيطهم النضالي، يكون لها الأثر على مستوى آخر وهو الرأي العام.

علاقات التناسب وعناصر بلاغة الخطابية سبيل المناضل لتحقيق التفوق

ان ما لا يدرك كله لا يترك جله، وبالتالي فان تنظيم القاعدة النضالية وتأطير الأفراد في شتى المجالات يكون ماهية الفرد وينمي من قدراته الفردية والجماعية في اتجاه الإسهام بغزارة الفكر وشدة الثبات وقوة التأثير بشكل مباشر على الأفراد خارج انتماء الجماعة. هده العملية تسهل التواصل السياسي المبني على التواصل الاجتماعي وقدرة نقل معاناة ومشاكل الشعب الى أجهزة الدولة والتأثير في القرارات الصادرة عن الدولة نفسها التي تتشكل من مجموعة مؤسسات متناسقة ومترابطة فيما بينها بل ان ضبط سيكولوجية النضال يمكننا أيضا من محاربة الشعبوية الهادمة وتنظيم فكرة الوطن في أدهان الجميع.