انخفاض أسعار الدواجن في المغرب: نعمة للمستهلكين ونقمة للمربين الصغار.

الوطن24/ الرباط
شهدت أسعار الدواجن في المغرب تراجعاً ملحوظاً في الأسابيع الأخيرة، حيث انخفضت إلى ما بين 18 و19 درهماً للكيلوغرام، بعد أن كانت قد وصلت إلى 25 درهماً في الأشهر الماضية. هذا الانخفاض جاء نتيجة طبيعية لتراجع الطلب مع انتهاء موسم الصيف، الذي يشهد عادة استهلاكاً مرتفعاً للدواجن، بالإضافة إلى انخفاض أسعار الأعلاف التي تعتبر المكون الأساسي في تكاليف الإنتاج.
ورغم الترحيب الواسع بين المستهلكين بهذا التراجع، إلا أن هناك جانباً آخر من الصورة يثير القلق، خاصة بالنسبة للمربين الصغار. هؤلاء المربون يواجهون تحديات مالية كبيرة بسبب هذا الانخفاض، حيث أفاد العديد منهم بأن تكاليف الإنتاج المرتفعة تجعلهم يتكبدون خسائر تصل إلى 5 دراهم لكل كيلوغرام يتم بيعه. وتعود هذه الخسائر إلى الارتفاع المستمر في أسعار الأعلاف والمستلزمات الأخرى، ما يجعل هامش الربح شبه معدوم أو حتى سلبياً.

المشكلة تتفاقم مع قدرة الشركات الكبرى على استيعاب هذه التغيرات في السوق بفضل إمكانياتها الكبيرة في شراء الأعلاف بكميات ضخمة والحصول على تخفيضات، مما يضعها في موقف أكثر أماناً مقارنة بالمربين الصغار. هؤلاء الأخيرون يجدون أنفسهم في منافسة غير متكافئة مع هذه الشركات، حيث لا يملكون نفس القدرات لامتصاص الصدمات الاقتصادية، مما يهدد استمراريتهم في السوق.
ومع أن انخفاض الأسعار قد يبدو في مصلحة المستهلكين في الظاهر، إلا أن استدامة هذه الصناعة قد تصبح مهددة إذا استمر الوضع على ما هو عليه. تحتاج الحكومة والجهات المعنية إلى التدخل لدعم المربين الصغار، سواء عبر توفير تسهيلات في أسعار الأعلاف أو مساعدات مالية تمكنهم من الحفاظ على نشاطهم، وضمان توازن السوق بين المستهلكين والمنتجين على حد سواء.
في النهاية، يبقى هذا التراجع في الأسعار سلاحاً ذا حدين، ففي حين أنه يقدم متنفساً مالياً للمستهلكين، فإنه يضيف عبئاً كبيراً على المربين الصغار، الذين يشكلون جزءاً مهماً من سلسلة التوريد الغذائية في المغرب.