ا لمغـرب/ مقهى “RR ICE” تحت المجهر: هل سيتجرأ الوالي التازي على كسر نفوذ مستغلي الملك العمومي البحري في المغرب؟؟

في خطوة جريئة وغير مسبوقة، أطلق والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، حملة مكثفة على احتلال الملك العمومي والبناء العشوائي في عمالة طنجة أصيلة، مما يثير تساؤلات حول مصير واحد من أشهر المرافق السياحية في المنطقة، مقهى “RR ICE”، الذي أصبح رمزًا للتجاوزات واستغلال الملك البحري العمومي في المغرب.

هذا المقهى الذي يقع في واحدة من أجمل المناطق الساحلية في طنجة، جذب الانتباه لعدة سنوات ليس فقط بفضل خدماته الفاخرة وأجوائه الرائعة، ولكن أيضاً بسبب استحواذه على مساحات هائلة من الملك العمومي البحري. في حين يُقدَّر دخله اليومي بأرباح تتراوح بين 50 و120 مليون سنتيم من نشاطه في “roussette” وحده، إلا أن هذا الدخل الضخم يأتي على حساب حق المواطنين في الوصول إلى البحر واستغلال الفضاءات العامة.

وفقاً لمصادر موثوقة، توسعت إدارة المقهى في نشاطاتها بطريقة غير قانونية، حيث فرضت سيطرتها على مواقف السيارات المجاورة، وجنت أرباحًا إضافية تُقدَّر بـ 3 ملايين سنتيم يوميًا من استغلال الباركينغ دون أي سند قانوني. بينما يعيش أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة تحت وطأة الضرائب والقوانين الصارمة، يبرز هذا المقهى كتجسيد للتفاوت الصارخ في تطبيق القانون.

المثير للجدل أن “RR ICE” عمل لفترة طويلة دون الحصول على التراخيص القانونية اللازمة، وهو ما يطرح تساؤلات حارقة حول الجهات التي تقف وراء هذا الاستثناء المريب. كيف استطاع المقهى تفادي الرقابة رغم الحملات المكثفة التي استهدفت المقاهي الأخرى؟ ولماذا تأخر وصول لجنة المراقبة إلى المقهى؟ هل هناك يد خفية من جهات نافذة تحمي هذا المشروع السياحي الضخم؟

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد؛ فقد اشتكى العديد من الزبائن من الأسعار المرتفعة والخدمات غير المبررة، مع تحديد مدة الجلوس بساعة واحدة فقط، حتى في ظل هذه التكاليف الباهظة. ناهيك عن المعاملة السيئة للعمال داخل المقهى، حيث كشف نادل سابق أن الإدارة تُقدّم لهم مواد غذائية منتهية الصلاحية.

وسط هذا الجدل، يبدو أن حملة الوالي التازي على احتلال الملك العمومي قد وضعت مقهى “RR ICE” في مرمى النار. فهل سيتمكن من مواجهة هذا التحدي بشجاعة وتحقيق العدالة؟ أم أن نفوذ هذا المقهى سيستمر في التفوق على القانون؟ الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن الحقيقة.