بركة والمنصوري يشعلان سباق القيادة في المغرب.. طموح مشروع أم هروب من إخفاقات الحكومة؟

مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ارتفعت حرارة المشهد السياسي في المغرب بعد تصريحات نزار بركة وفاطمة الزهراء المنصوري التي توحي بسعي حزبيهما لتصدر الانتخابات. لكن، تُطرح تساؤلات محرجة حول ما إذا كانت هذه التصريحات تعبر عن طموحات مشروعة لخدمة المغاربة، أم أنها محاولة للتنصل من مسؤولية إخفاقات الحكومة الحالية.

نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، أعلن من قلعته الانتخابية في العرائش رغبته في إعادة حزبه إلى قيادة الحكومة. في المقابل، دعت فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة حزب الأصالة والمعاصرة، أعضاء حزبها للاستعداد لتصدر نتائج الانتخابات المقبلة. لكن، هل فعلاً يضع قادة هذه الأحزاب أولويات المغاربة في الاعتبار، أم أن هذه التحركات تعكس رغبة في تحسين صورهم السياسية فقط؟

الحكومة الحالية تواجه انتقادات حادة بسبب قضايا مثل البطالة، غلاء الأسعار، وضعف الخدمات الاجتماعية. فهل تستطيع هذه الأحزاب، التي تشكل الأغلبية الحكومية، تقديم حلول للأزمات التي يعاني منها المغاربة؟ وكيف يمكنها أن تقنع الناخبين بأنها تستحق قيادة المرحلة المقبلة بينما لم تقدم نتائج ملموسة في الوقت الراهن؟

يرى الدكتور رشيد لزرق، الخبير في القانون الدستوري، أن تصريحات بركة والمنصوري تعكس مناورات سياسية مألوفة، لكنها لا تشير إلى تفكك التحالف الحكومي. لكنه يطرح تساؤلاً: هل يستطيع رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن يحافظ على تماسك هذا التحالف؟ أم أن هذه المناورات ستؤدي إلى تفاقم التوترات الداخلية؟

عبد المنعم الكزان، الباحث في السوسيولوجيا السياسية، يعتقد أن الحديث عن تفكك الأغلبية أو انتخابات مبكرة مستبعد، لكنه يؤكد أن التركيز على المنافسة الانتخابية قد يأتي على حساب معالجة أولويات المغاربة. فهل تدرك هذه الأحزاب أن المواطنين ينتظرون حلولاً حقيقية لأزماتهم بدلاً من الشعارات الانتخابية؟

في ظل الأزمات المتتالية التي يواجهها المغرب، يبقى السؤال الأكبر: هل هذه التصريحات الطموحة دليل على رغبة حقيقية في تحسين الأوضاع، أم أنها مجرد محاولات لتهييء الأجواء للانتخابات؟ وهل يثق المغاربة في قدرة هذه الأحزاب على تقديم البدائل؟